أعلنت حركة حماس أنها، وغيرها من الفصائل المسلحة في قطاع غزة، ستلتزم بهدنة مع إسرائيل لمدة 24 ساعة بناء على طلب مصر، وقال أيمن طه المتحدث باسم حماس أمس أن الحركة ربما تبحث هدنة أطول أجلا إذا أوقفت إسرائيل كل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، ورفعت الحصار عنه. وأضاف طه أن حماس، وغيرها من الفصائل الفلسطينية، وافقت على منح فرصة لجهود الوساطة المصرية، و"إذا تم تقديم عرض هدنة جديد يلبي مطالبنا فسوف نقوم بدراسته"، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أيمن طه أحد قياديي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تهديداته باستنئاف الحركة العمليات الاستشهادية داخل إسرائيل، مؤكدا من أنه حق الشعب الفلسطيني أن يدافع ضد الاحتلال بكافة الوسائل الممكنة، وقال طه إن الفصائل الفلسطينية المسلحة بقطاع غزة ملتزمة بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل مدة 24 ساعة بناء على طلب وسطاء مصريين كتهدئة قصيرة بدأت الليلة الماضية على أن يتم البحث في مبادرة تهدف للتوصل إلى تهدئة أطول. وكانت الحركة قللت الاثنين في تصريح للمتحدث باسم كتلتها البرلمانية صلاح البردويل من أهمية التعهدات التي أطلقتها زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني وزعيم حزب الليكود بينامين نتنياهو بإنهاء سيطرة حماس على غزة في حال فوزهما في الانتخابات البرلمانية المقبلة. واعتبر البردويل هذه التصريحات مجرد دعايات انتخابية، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تدل في الوقت نفسه على أن الحركة "باتت أمل الأمة وخط الدفاع الأبرز في وجه المؤامرات التي تريد تصفية القضية وإنهاءها، وفي السياق أوضحت مصادر فلسطينية أمنية في قطاع غزة لصحيفة "القدس العربي" أن معظم قادة فصائل المقاومة وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي يخضعون لإجراءات أمنية مشددة في تحركاتهم في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية. في الأثناء بدأت إسرائيل حملة دبلوماسية تهيئ الأجواء وكسب تأييد المجتمع الدولي لصالح القيام بهجوم واسع النطاق على حركة حماس في قطاع غزة، وبدأت الحملة الإسرائيلية الاثنين عبر رسالة وجهها المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأممالمتحدة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أكد فيها أن الدولة العبرية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الصواريخ الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة، بحسب ما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور. وأضاف الأخير أن وزيرة الخارجية ليفني طلبت من السفراء الإسرائيليين إبلاغ الدول العاملين فيها بأن إسرائيل لن تتردد بالقيام بأي عمل عسكري "لحماية أمن مواطنيها"، كما دعت للقاء مع السفراء المعتمدين في تل أبيب لشرح نفس الموقف. وكانت ليفني تعهدت الأحد أمام مجموعة من أنصار حزب كاديما بأن تجعل من القضاء على حركة حماس هدفا إستراتيجيا لها ولحكومتها المقبلة إذا فازت في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وفي موسكو -المحطة الأخيرة في جولته الخارجية- يبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مستجدات الأوضاع في المنطقة وسبل تعزيز عملية السلام. إذ أوضح بيان صدر عن الكرملين أن مباحثات عباس وميدفيديف ستركز على الوضع في الشرق الأوسط وضرورة الحفاظ على استمرارية عملية السلام وتجنب أي مواجهة فلسطينية إسرائيلية، في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية باجتياح قطاع غزة والقضاء على حركة حماس وقيادتها. وأكدت مصادر فلسطينية أن الرئيس عباس سيلتقي نظيره المصري حسني مبارك الثلاثاء في القاهرة لبحث الجهود المصرية الهادفة لتجديد العمل بالتهدئة في القطاع بين تل أبيب وفصائل المقاومة التي رفضت تجديدها يوم الجمعة الماضي، وقالت المصادر - في تصريحات نشرتها صحيفة "القدس العربي" الاثنين- إن عباس سيزور القاهرة لبحث الأوضاع في قطاع غزة بما فيها ملف المصالحة الفلسطينية المتعثر، وإن مصر ستجدد خلال الأسبوعين المقبلين الدعوة لحوار وطني شامل ينهي الانقسام القائم بين فتح وحماس.