أعلنت حركة حماس أمس أنها ترفض فتح معبر رفح الحدودي مع مصر أمام الجرحى فقط، وأنها تطالب مصر في المقابل بفتح المعبر بلا شروط، وإعلان انتهاء الحصار على قطاع غزة الذي يتعرض لغارات إسرائيلية. وردا على اتهامات وجهها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن حماس "لا تسمح للجرحى" الفلسطينيين بعبور منفذ رفح إلى مصر، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن رفضنا هذا المنطق الغريب، أن يفتح معبر رفح أمام الجثث المقطعة الأوصال ويغلق على مليون ونصف مليون من الأحياء في غزة"، وأكد أنه "لا بد من موقف مصري وعربي مسؤول وقرار فوري وعاجل بأن قطاع غزة انتهى حصاره وبدأت مرحلة الإمداد إلى غزة بكل الأنواع". واستنكر برهوم "أن يفتح معبر رفح للحالات الحرجة جدا التي لن تصمد أمتارا بعد خروجها من غزة بينما يغلق معبر رفح على مليون ونصف المليون من الأحياء على مدار عامين ماتوا موتا بطيئا دون أن تسمح القيادة المصرية بفتح المعبر لهم تحت حجج واهية وغير مبررة". وكان أبو الغيط اتهم حماس أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني بأنها لا تسمح بعبور الجرحى والمصابين إلى أن مصر، مؤكدا أن مصر "في انتظار عبور الجرحى الفلسطينيين (ولكن) لا يسمح لهم بالعبور"، وردا على سؤال حول السبب في عدم عبور الجرحى إلى مصر، قال أبو الغيط: "اسألوا الجهة المسيطرة على الأرض في غزة" عن السبب في ذلك. وقد أعلنت مصر السبت فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وتقديم العلاج لهم في المستشفيات المصرية، ولكن قال مسؤول أمني في الجانب المصري من معبر رفح لصحفي من وكالة "فرانس برس" إنه "لم يأت أحد من الجرحى ولا نعرف سبب إغلاق المعبر من الجانب الآخر". وقد بدأت مصر، بدعم عربي، الاستعدادات الإنسانية والأمنية لاستقبال المصابين وتقديم المساعدات لهم؛ فقد وصلت طائرة مصرية صباح أمس إلى مطار العريش وعلى متنها 50 طبيبا مصريا وتجهيزات طبية استعدادا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الذين ينتظر نقلهم من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح. كما أرسلت مصر أكثر من 40 سيارة إسعاف إلى معبر رفح استعدادا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا في الغارات الإسرائيلية، ووصلت كذلك إلى مطار العريش (شمال سيناء) طائرتان قطريتان تحملان 90 طنا من المساعدات والتجهيزات الطبية التي سيتم نقلها في وقت لاحق إلى قطاع غزة.