بعد يوم من دعوة أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله إلى "انتفاضات" في العالم العربي والإسلامي لدعم قطاع غزة، ومهاجمته الموقف المصري، احتل أمس متظاهرون، لفترة وجيزة، القنصلية المصرية في عدن باليمن في إشارة استياء حيال الموقف المصري. وقال المسؤول الأمني طالبا عدم كشف اسمه أن المتظاهرين ومعظمهم من طلاب جامعة عدن في جنوب اليمن "خربوا معدات (..) قبل أن يتم إخراجهم بهدوء"، كما أحرقت سيارتان، وذكر مسؤول يمني آخر أن 3 موظفين كانوا في القنصلية عند وقوع الحادث ولم يصب أحد منهم بأذى، وأصيب أحد المتظاهرين بعد أن أطلق أفراد الأمن الذين يتولون حماية القنصلية النار على الذين حاولوا اقتحام المبنى، وذكر المصدر نفسه أن أكثر من 20 متظاهرا قد اعتقلوا. وذكر شهود أن المتظاهرين الذين وصل عددهم إلى عدة مئات قاموا بإحراق العلمين المصري والإسرائيلي، ثم رفعوا العلم الفلسطيني على مبنى القنصلية المصرية قبل إخلائها، وكان اعتصام قد نظم الأحد الماضي أمام السفارة المصرية في بيروت حيث قذف مئات من المتظاهرين مبنى السفارة بالحجارة مما أدى إلى تدخل قوات الأمن. في المقابل، اتهمت مصر أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله ب "إهانة الشعب المصري"، معتبرة أنه "يريد أن يخلق متاعب في مصر لخدمة مصالح خارجية"، في إشارة واضحة إلى الدعم الإيراني للحزب الشيعي. وردّ وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحفي، على اتهامات لمصر بالتواطؤ مع إسرائيل ضد غزة، ودعوات للحكومة المصرية بإنهاء سياسة وصفت بأنها "تعاون مع الحصار"، وقال أبو الغيط "القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة للدفاع عن مصر، وإن كان (نصر الله) لا يعي ذلك فإنني أقول له هيهات، لأن هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة على الدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك. أنت ترغب في الفوضى في هذا الإقليم خدمة لأهداف ليست في مصلحة أهل الإقليم".