أكد العديد من المسؤولين بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على ضرورة اتخاذ إجراءات أمنية لحماية الممرات غير المحروسة ذلك من اجل تفادي من وقوع حوادث عبر المسالك القاطعة لسكك الحديدية والتي بلغ عددها حسب ذات المسؤولين أكثر من الف ممر غير محروس عبر كامل التراب الوطني، وأضاف القائمون على هذا القطاع أن هاته المعابر تشكل خطرا دائما على عابريها، وهاجسا حقيقيا للسلطات المحلية التي أبدت قلقها المتزايد تجاه هذه الظاهرة التي أضحت ما تخلف العديد من الضحايا. أعاد حادث السكك الحديدية الذي وقع أول أمس، بغيليزان وخلف قتيلا وجريحا في حالة خطيرة الى الأذهان هاجس مسألة أمن الممرات غير المحروس التي عادة ما تخلف عديد الضحايا، حيث أكد رئيس محطة القطار بغليزان أن سبب الحادث قد يعود الى غياب الحيطة والحذر لدى سائق السيارة رغم وجود الاشارت المرورية اللازمة بالممر غير المحروس، والتي تدل على وجود خط للسكة الحديدية. وأشار ذات المتحدث إلى أن وقوع مثل هذه الحوادث ناجم كذلك في بعض الحالات إلى سوء تقدير السائقين لسرعة القطار والمسافة التي تفصله عن الممر، وتبقى الممرات "غيرالمحروسة" القاطعة للسكك الحديدية تشكل خطرا دائما على عابريها ونقاط سوداء وهاجسا لمستعمليها وللسلطات المحلية عبر كامل التراب الوطن، برأي مسؤولون بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية. واستنادا إلى المدير الجهوي لذات المؤسسة بشرق البلاد فإن السلطات العمومية مهتمة بهذه المسألة وذلك باتخاذها إجراءات لمكافحة هذه الظاهرة التي تشكل خطرا دائما يتهدد أرواح المواطنين الذين يقطعون راجلين أو راكبين هذا النوع من الممرات غير المحروسة، مضيفا بأن التحسيس وصرامة المصالح المخولة لفرض احترام السلامة المرورية عبر السكك الحديدية وحدهما كفيلان بمكافحة ظاهرة أخرى تتفاقم والمتمثلة في انتشار الممرات غير المحروسة. وعن عدد الممرات غير المحروسة المتواجدة عبر مختلف مناطق البلاد، أشار نفس المسؤول إلى إحصاء أكثر من 120 ممر غير محروس قاطعا للسكة الحديدية على المحور الرابط بين رمضان جمال بولاية سكيكدة وبرج بوعريريج مرورا بقسنطينة، مقابل 32 ممرا محروسا لكنها "غير محمية" وكذا 85 ممرا غير محروس قاطع للسكة الحديدية على محور خط عنابة-عزابة، أما بغرب البلاد أفاد مسؤولون من المديرية الجهوية لذات القطاع بولاية وهران أنه تم مؤخرا إحصاء 476 معبر للسكك الحديدية غير محروس مقابل 64 ممرا محروسا بمختلف خطوط الجهة الغربية للوطن. ويوجد من بين هذه المعابر وفق ذات المصادر 27 ممرا محروسا و59غيرمحروس على الخط الرابط بين الجزائر العاصمة ووهران أي من واد سلي بالشلف الى غاية وهران، وكذا 21 ممرا محروسا و90 ممرا غير محروس بالخط الرابط من وادي تليلات الى الحدود المغربية وثلاثة ممرات محروسة مقابل 51 غير محروسة على طول الخط الرابط بين وهران وبني صاف، بالإضافة إلى خمسة معابر محروسة و54 غير محروسة بالخط المحمدية – بشار، أما الخط الرابط بين العقيد عباس والغزوات فلا يوجد أي معبر محروس من بين 16 ممرا منتشرة على طوله. وبخصوص أسباب عدم حراسة هذه المعابر أكد أحد مسؤولي الشركة المذكورة الى أن أغلبيتها توجد بأراضي فلاحية مثلما هو الحال بالنسبة للخط الرابط بين وهران وبني صاف، موضحا بأن مثل هذه المعابر لا يمكن حراستها لانعدام حركة المرور بها، حيث نادرا ما يسجل مرور سيارة عبرها وأن البعض يسلكون عبرها لاختصار الطريق فقط، ويرى أحد المهندسين بالمديرية أن هذه الممرات التي أنشئت طبقا لمرسوم تنفيذي يحدد شروط إنشاء وإلغاء وتصنيف وتجهيز واستغلال معابر السكة الحديدية أصبحت تشكل خطرا لا سيما منها تلك غير المحروسة، كما تشير إحصائيات المديرية الجهوية إلى أنه سجل 30 حادثا في الفترة الممتدة من جانفي إلى أوت 2008 بالجهة الغربية للبلاد منها ثمانية حوادث كانت مميتة وأن أغلب هذه الحوادث وقعت بمعابر غير محروسة. وكشف مهندس آخر أن الإحصائيات المتعلقة بهذه الحوادث بينت أن ضحايا هذه الحوادث يتحملون جانبا كبيرا من المسؤولية فيما يحدث لهم بسبب عدم احترام قانون المرورK مشيرا إلى أن القطار له أولوية المرور عند المعبر ومع ذلك فانه ينذر قبل مروره ومن مسافة بعيدة و يخفض من السرعة تفاديا لوقوع أي حادث. وفي نفس الإطار أكد رئيس مصلحة الهياكل بالمديرية الجهوية للغرب على ضرورة تدعيم الأمن على مستوى معابر السكك غير المحروسة و وضع إشارات التنبيه وقف على الطريق، ولتفادي وقوع حوادث تم خلال سنة 2007 إلغاء معبرين الكائنين بكل من "الحامول" و"أغبال" بالقرب من بلدية طافراوي حسبما ذكره أحد المهندسين، الذي أشار إلى أنه تم إحصاء على مستوى الجهة الغربية للبلاد معابر أكثر خطورة متمثلة في ثلاثة بكل من ولايتي غليزان ومعسكر ومنطقة "شباط" على طول الخط الرابط بين وهران وبني صاف ومنطقة "زهانة" على طول الخط الرابط بين "وادي سلي" بولاية شلف ووهران. وذكر مسؤولين آخرين بالمديرية المذكورة أن المشاريع المستقبلية التي استفاد منها قطاع السكك الحديدية تلغي المعابر، مشيرا إلى أن إلغاء المعابر أو الممرات أمر صعب وله شروط يحددها مرسوم تنفيذي وأنه لا يمكن إزالة معبر دون انجاز منشأة فنية، مضيفا أن الأمر يتطلب تنظيم حملة توعية تشارك فيها جميع الأطراف من سلطات وقطاعات منها قطاعي النقل والأشغال عمومية وذلك للتحسيس بالأخطار التي يمكن أن تحدث عند استعمال المعابر. وفي هذا السياق، يعتزم مسؤولو الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية التقليص من هذه الممرات الخطيرة، وذلك بترخيص بعضها من خلال تدعيمها بأنظمة مراقبة وإشارة بناء على دراسة عقلانية معدة مسبقا حسب ما كشف عنه مسؤول بالمديرية الجهوية للشرق، الذي قال بأن باقي الممرات غير المسموح بها ستتم إزالتها حفاظا على الأرواح البشرية، وللتذكير كان المركز الوطني للوقاية وأمن الطرقات قد سجل 2746 قتيل و871 و40 جريح بين جانفي و21 أوت 2008 في حوادث مرور عبر التراب الوطني، وأشار أنه تم تسجيل وفاة 279 2 شخص من بين العدد الإجمالي للوفيات في المناطق الريفية مقابل 467 في المناطق الحضرية خلال نفس الفترة.