شيّع أمس الآلاف من أهالي مخيم جباليا شمال غزة جثمان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية نزار ريان وعددا من أفراد أسرته الذين استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على المبنى الذي يقيمون فيه، في الوقت الذي قصف فيه الطيران الإسرائيلي موقعا بمحيط المنطقة. وقد تجمع الآلاف لأداء صلاة الجمعة أمام باحة مسجد الخلفاء الراشدين في المخيم وتشييع جثمان الشهيد ريان غير عابئين بكثافة الطائرات الحربية الإسرائيلية، وافترش المصلون الأرض في تحد واضح لهذه الطائرات التي قصفت إحداها هدفا في محيط المنطقة أثناء خطبة الجمعة، ما دفع المصلين إلى التهليل والتكبير. وكانت حركة حماس أعلنت اغتيال القيادي في الحركة الدكتور نزار ريان في غارة إسرائيلية استهدفت منزله الكائن في مخيم جباليا بثلاثة صواريخ، إضافة الى استشهاد جميع أفراد أسرته المكون من 15 فردا، وقالت مصادر طبية إنه تم انتشال 15 جثة من تحت أنقاض المنزل وهم جميع أفراد عائلة ريان بما فيهم أطفال وزوجاته الأربع, وتم التعرف على نجل ريان، عبد الرحمن 6 أعوام وزوجاته الثلاث وطفلتين مجهولتي الهوية، وقال مصدر إعلامي إن الغارة دمرت المنزل المكون من 4 طوابق والذي يقع في حي مكتظ بالسكان أسفر عن وقوع العديد من الشهداء والجرحى. وقال التلفزيون الإسرائيلي إن بنك الأهداف الإسرائيلية سيطال قادة في حركة حماس ومنازلهم بالقصف الجوي، وذكر أن قيادة الحركة في دمشق تعقد اجتماعا هاما للتباحث في اغتيال الريان، ولم يخف نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون سعادته بنجاح الجيش الإسرائيلي في قطاف حملة "الرصاص المسكوب" بعد ستة أيام من انطلاقها عند التأكد من نجاح عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور نزار ريان، وقد سارعت صحيفة "هآرتس" بدورها إلى بث خبر استشهاد ريان (50 عاما) على موقعها الإلكتروني بوصفه "أرفع قيادي في حماس" يسقط منذ انطلاق الحملة الإسرائيلية. ويشير بعض الشهود إلى أن مقاتلة من طراز "أف 16" قصفت منزل الشهيد بصاروخين أحدهما يزن طنا أدت قوة انفجاره إلى قذف جسمه إلى خارج المنزل المكون من أربعة طوابق في مخيم جباليا للاجئين. ويعتبر ريان ثاني ضحية يستهدفها الطيران الإسرائيلي بهذا النوع من القنابل بعد القيادي في حماس صلاح شحادة في حي الدرج بمدينة غزة قبل عدة أعوام، وأكدت مصادر في حركة حماس أن ريان لم يستمع إلى نصائح الحركة بإخلاء منزله كما فعلت قيادات الحركة الأخرى وتمسك بالبقاء في منزله وبجانب أطفاله. وظهر نزار ريان في أكثر من مناسبة يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاحه برفقة ناشطين فلسطينيين وهو يحثهم على الجهاد ويقدم لهم الماء والطعام في الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جباليا شمال قطاع غزة خلال الأعوام الماضية. وقد ولد نزار عبد القادر محمد ريان في السادس من مارس 1959 بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث عمل أستاذا بقسم الحديث النبوي الشريف في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية في غزة، وهو متزوج من أربع سيدات وله ستة أولاد ذكور وست بنات وحفيدان، كما عمل إماما وخطيبا متطوعا في مساجد القطاع خصوصا مسجد الخلفاء الراشدين بمخيم جباليا. نشأ ريان في أحضان الدعوة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، واعتقل مرات عديدة من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل أن تسيطر حماس على القطاع في جويلية 2007، وشكل ريان مع مجموعة من قيادات حماس حزب الخلاص الإسلامي في بداية عهد السلطة، وشارك قيادة حركة حماس في مفاوضات مع الفصائل وخارجها كما شارك في القيادة السياسية لحماس.