أكد محمد الحوارين سفير دولة فلسطينبالجزائر خلال مداخلته في ندوة "ضيف التحرير التي تنظمها يومية "صوت الأحرار" أن القضية الفلسطينية كانت محل رهانات كثيرة في المنطقة، الأمر الذي نتج عنه وجود تدخلات عربية ودولية في الشأن الفلسطيني والتي كان لها تأثيرا حتميا على مسار القضية الفلسطينية. أما فيما يتعلق بالموقف الجزائري، فقد أكد الحوراني أن الجزائر تحمل هناك رؤية تقليدية للقضية منذ عقود من الزمن وتعتبر عامل مساند للقضية، فيما أشار إلى وجود بعض التدخلات العربية التي تحولت مع الوقت إلى عامل سلبي على الشأن الفلسطيني. وفي حديثه عن الواقع الفلسطيني اعترف الحوراني بواقع التفرقة التي تعرفها الفصائل الفلسطينية فيما بينها وحمل هذه الفصائل نسبة كبيرة من المسؤولية، فيما لم يستثن مسؤولية الدول العربية التي لم تعلب دورها كما يجب لتهدئة الأوضاع. واستند سفير دولة فلسطين إلى تصريحات عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عندما قال بأن العامل العربي يجب أن يكون عاملا إضافيا، ومن هذا المنطلق دعا الحوراني إلى معالجة الأمر على المستوى الداخلي من خلال العمل على استرجاع الوحدة الفلسطينية، كما أكد على أهمية تبني سياسة عربية منسقة مع الفلسطينيين. الحوراني وفي حديثه عن قضية التدخل في الشأن الفلسطيني فرق بين نوعين من التدخلات وتكلم عن التدخلات الإقليمية الممثلة أساسا في الدول العربية والتدخلات الدولية التي تقودها أمريكا وبعض الدول الأوربية. وعن الموقف الإيراني، فقد أكد الحوراني بأن السلطة الفلسطينية تأمل بان يكون تدخل إيران من اجل توحيد الفصائل الفلسطينية المتفرقة، ولهذا -يقول المتحدث- دعونا إيران إلى الوقوف مع كل الفلسطينيين، ولا يجب أن يكون تدخل إيران لصالح جهة على حساب جهة أخرى ولا يجب أن يكرس التفرقة بين مختلف الفصائل". من جهته دعا مهري إلى تفادي الأحكام المطلقة فيما يخص التدخلات الأجنبية في الشأن الفلسطيني وقال لا يمكن إصدار أحكام مطلقة لأن المفروض هو التعاون بين الفلسطينيين وغيرهم لصالح القضية الفلسطينية، كما أن قضية التدخل يجب أن تدرس من كل النواحي وبحذر في الوقت ذاته، فعندما احتلت أمريكا العراق طلبت من الدول المجاورة كسوريا والسعودية عدم التدخل في الشأن العراقي وبالمقابل نجدها تتبنى القضية وتتدخل بكل جرأة دون أن يمنعها أحد.