دعا المتدخلون في الوقفة التي احتضنتها أمس سفارة دولة فلسطينبالجزائر بمناسبة إحياء اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية والذكرى الخامسة لاغتيال القيادي الفلسطيني أبو العباس والذكرى الثانية لاستشهاد القائد عمر شلبي، الفرقاء الفلسطينيين إلى تجاوز خلافاتهم من أجل توحيد الصف خدمة للقضية الفلسطينية في مواجهة المحتل الإسرائيلي. وقال السفير الفلسطينيبالجزائر محمد الحوراني خلال تدخله أن الفلسطينيين سيصبرون على بعضهم البعض ويعلمون أن أزمتهم الداخلية لن تحل إلا عبر الحوار وهم يريدون التخلص من حالة الانقسام التي أثقلت كاهلهم دون أي تأثيرات خارجية مهما كان مصدرها. وأكد أن موقف حركة فتح وقوى منظمة التحرير الفلسطينية واضح فيما يتعلق بالعمل من اجل توحيد الصف الفلسطيني المشتت منذ قرابة العامين. ودعا باقي القوى الأخرى إلى الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وخص بالذكر في هذا السياق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي قال بأنها جزء من الشعب الفلسطيني وبالتالي لا يمكن تجاهلها في أية ترتيبات محتلمة لتسوية الأزمة السياسية الفلسطينية. ولم يشأ السفير الفلسطيني الدخول في متاهات الأزمة الفلسطينية أو تحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية ما آل إليه الوضع الداخلي مفضلا التأكيد على قناعته بان الشعب الفلسطيني ورغم كل المآسي التي يتخبط فيها فانه مازال يخيف الإسرائيليين المدركين جيدا بان هذا الشعب مؤمن بحصوله على حريته يوما ما واسترجاع الأرض المغتصبة والحقوق المسلوبة مهما كان الثمن. من جهته دعا تيسير أبو بكر ممثل جبهة التحرير الفلسطينيةبالجزائر كافة الفصائل الفلسطينية إلى أن تستفيد من عبر التاريخ الفلسطيني الكبير وخص بالذكر حركة حماس التي دعاها إلى تجاوز كل ما يعرقل مسار الحوار الشامل الذي تجري فعالياته في العاصمة المصرية القاهرة والكف عن صيغة التحاور الثنائي التي قال بأنها أثبتت فشلها لحد الآن. وبعدما أكد ممثل الجبهة الفلسطينية على ضرورة خروج حوار القاهرة باتفاق شامل يضع حدا لحالة الانقسام داخل البيت الفلسطيني شدد على أن الشعب الفلسطيني لن ينتظر الحوار إلى الأبد كما انه لن يغفر لمن يسعى إلى عرقلته وإفشاله. نفس الدعوة وجهها فايز العدي ممثل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر والذي قال أن الوضع الفلسطيني يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه من انقسام مرير وانسداد في الحوار الداخلي وعدم التمكن من التوصل إلى اتفاق على خطة موحدة لمواجهة التحديات الخارجية إضافة إلى خطر التهويد الذي يهدد القدس الشريف وتصاعد الأنشطة الاستيطانية وكلها جبهات تتطلب مواجهتها توحيد الصف الفلسطيني. وهو الأمر الذي جعل المسؤول الفلسطيني يلح على مجموعة من المطالب تأتي في مقدمتها إنهاء حالة الفرقة من خلال العمل على إنجاح حوار القاهرة والتوصل إلى اتفاق شامل تلتزم به كافة الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية إضافة إلى مطالبته بإعادة ترتيب مؤسسات المنظمة. كما طالب المتحدث برفع الصوت عاليا لرفع الحصار الإسرائيلي المسلط على قطاع غزة والمعاناة على الفلسطينيين سواء في القطاع أو الضفة وتحرير كافة الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال والذين يعانون من أسوء المعاملات. وأكد على تمسك الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطيني بمواصلة الكفاح بكل الوسائل الممكنة إلى غاية تحقيق الهدف المنشود في تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وشارك في هذه المناسبة ممثلو الأحزاب السياسية والحركة الجمعوية الجزائرية المتضامنة مع القضية الفلسطينية على غرار جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم وحزب العمال والتجمع من أجل الثقافة الديمقراطية إضافة إلى شخصيات ثورية وسياسية أخرى. ودعا هؤلاء الفرقاء الفلسطينيين إلى اخذ العبرة من الثورة الجزائرية لاحتواء خلافاتهم وتوحيد صفهم لمواجهة الخطر الحقيقي وهو إسرائيل خاصة مع مجيء حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل لا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وأكثر من ذلك تصر على تطهير إسرائيل من عرب 48 في مسعى إلى تهويد كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.