صرح ناطق باسم جيش الاحتلال أنه تم الانسحاب من قطاع غزة، مضيفا أن آخر جندي خرج من هناك بحلول صباح أمس،في حين واصلت الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلاق عشرات القذائف و المقاتلات بالتحليق فوق غزة. وقال الناطق باسم الجيش إنه "بحلول صباح اليوم غادر آخر جنود من قوات الدفاع الإسرائيلية قطاع غزة، وانتشرت القوات خارج غزة وهي مستعدة لأي أحداث". وأعلنت مصادر بغزة أن الجيش الإسرائيلي أعاد انتشار قواته بالقطاع، لكنه لوحظ استمرار إطلاق النار من قبل الزوارق الحربية في ساحل شمال القطاع، كما استمر التحليق المكثف فوق غزة. وأضافت أن ذلك يشعر الفلسطينيين أن الحرب لم تنته بعد، وأنه يمكن أن يشهد القطاع مستقبلا عمليات توغل محدودة. كما وصف الفصائل الفلسطينية بأنها التزمت بوقف النار الذي أعلنته منذ أيام بدمشق ولم تظهر تحركات ميدانية رغم وجود أذرع عسكرية مثل الجبهة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين كانت لها رؤية مختلفة تجاه وقف النار. ومن جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن تحقيقا فتح داخل الجيش بشأن استخدامه القنابل الفسفورية ضد غزة بصورة مخالفة للقوانين الدولية. وأضافت المصادر أن هناك أدلة على استخدام إحدى وحدات الاحتياط تلك القنابل بحادثتين كانت إحداها ضد مدرسة تابعة للأونروا مما أدى لمقتل أكثر من أربعين فلسطينيا. وفي حادثة أخرى, أصابت ضابطين إسرائيليين خطأ. وكانت إسرائيل ادعت أن استخدام القنابل الفسفورية تم بصورة لا تخالف القانون الدولي. وتواصل الطواقم الطبية وهيئات الإغاثة في غزة إزالة الأنقاض ورفع جثث الشهداء الذين قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة. كما لا تزال عائلات كثيرة تبحث عن أبنائها المفقودين. وقال مدير الإسعاف والطوارئ بالقطاع إن معظم الجثث التي تم العثور عليها لأطفال ونساء وكهول، وأضاف أنه تبين لفرق الإسعاف أن عددا من الشهداء تم إعدامهم. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي زار غزة أول أمس قد اتهم إسرائيل باستخدام "القوة المفرطة" بحربها على غزة، لكنه أدان بالوقت نفسه الصواريخ الفلسطينية التي برأيه "سببت" ذلك الهجوم الإسرائيلي. واتهمت ثماني مجموعات حقوقية إسرائيلية جيش الاحتلال بتجاهل قوانين الحرب، وطالبت المدعي العام باتخاذ الخطوات القانونية اللازمة ضد ذلك واصفة الإصابات التي لحقت بالأطفال والنساء الفلسطينيين بأنها "مرعبة". وكانت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية في غزة قد أعلنت بدء استئناف العمل بوزاراتها ومؤسساتها المدنية اعتباراً من أمس. ودعا الناطق باسم الحكومة طاهر النونو جميع الموظفين إلى التوجّه لأماكن عملهم بدءاً من صباح الأربعاء لاستئناف أعمالهم. ر ومن جهة أخرى قررت إسرائيل أمس فتح معبري المنطار وكرم أبو سالم لإدخال الإمدادات الإنسانية إلى القطاع. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مائتي شاحنة محملة بالأغذية والأدوية دخلت لأول مرة القطاع منذ بدء الحرب، وأشارت إلى أنه سيعاد أيضا فتح معبر ناحل عوز (الشجاعية) لإدخال الوقود ومشتقاته للقطاع. واستشهد أول أمس طفلان فلسطينيان كانا يعبثان بقذيفة من مخلفات العدوان الإسرائيلي بمنطقة الشعف شرقي مدينة غزة، كما استشهد مزارع جراء إطلاق نار من قبل جيش الاحتلال شرق جباليا شمال القطاع. وحسب المصادر الطبية الفلسطينية، فإن عدد الشهداء من جراء العدوان بلغ 1317 بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في حين وصل عدد الجرحى 5340 منهم 1855 طفلا (35%) و795 امرأة (15%).