أدلى الناخبون العراقيون أمس بأصواتهم لاختيار ممثليهم في مجالس 14 محافظة عراقية وسط إجراءات أمنية مشددة،دون أن تشهد العملية الانتخابية أعمال عنف كبيرة، في حين تحدثت جهات عراقية عن وقوع مشاكل إدارية وحالات تزوير أثناء الانتخابات، علما أن عملية الاقتراع شهدت تمديدا بساعة إضافية. وقال المسؤول بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق هشام السهيل إنه جرى تمديد التصويت لإتاحة فرصة أكبر للناخبين للإدلاء بأصواتهم خاصة أن الأوضاع الأمنية كانت جيدة. وتنافس في الانتخابات نحو 14 ألفا وأربعمائة مرشح لشغل 440 مقعدا تمثل مجموع مقاعد مجالس المحافظات (باستثناء إقليم كردستان العراق وكركوك)، ولا يتوقع أن تظهر النتائج الأولية للاقتراع قبل يوم الثلاثاء. وكان المسؤولون الحكوميون في طليعة المصوتين، حيث أدلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بصوته في أحد مراكز الاقتراع في المنطقة الخضراء ببغداد. وتحدث المالكي للصحفيين داعيا العراقيين للإقبال بكثافة على التصويت، وقال إن هذه الانتخابات ستوفر للمواطنين فرص العيش الكريم لأن مجالس المحافظات في دورتها المقبلة ستكون لها صلاحيات واسعة في عملية البناء والإعمار وتوفير الخدمات. ومن جانبه قال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في تصريح مماثل إن هذا اليوم هو يوم لتجسيد الديمقراطية وفرصة للمواطن في اختيار ممثليه في السلطة. أما المبعوث الخاص للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا فقد زار محافظتي الأنبار والنجف للاطلاع على سير العملية الانتخابية هناك. وقال دي ميستورا للصحفيين عند أحد مراكز الاقتراع في الرمادي إنه جاء إلى هنا لأن نسبة الإقبال في هذه المدينة كان أقل من 2% عام 2005، مشيرا إلى أنه لم يلمس أي مشاكل أثناء التصويت. وقالت مصادر في أربيل إن الإقبال على الانتخابات كان خجولا في البداية ولكنه تحسن مع حلول وقت الظهيرة. وأضافت أن السلطات الكردية اشتكت من حرمان نحو ستين ألف ناخب في بلدة مخمور شمال الموصل من الإدلاء بأصواتهم وتم الاتصال بمفوضية الانتخابات لحل المشكلة. وقد أعلنت مفوضية الانتخابات ضبط عملية تزوير كبيرة قام بها أحد مؤيدي الحزب الإسلامي في منطقة الجزيرة شمال بغداد، موضحة أن مدير أحد مراكز الاقتراع وضع استمارات الانتخاب بصناديق الاقتراع قبل أن يصل الناخبون إلى مركز الاقتراع. كما أعلن مصدر في شرطة محافظة بابل جنوب بغداد عن اعتقال أحد ممثلي الكيانات السياسية المرشحة للانتخابات في ناحية الكفل التابعة للمحافظة بسبب قيامه بحث الناخبين على التصويت لصالح قائمته ما يعد خرقا لقانون الانتخابات. وفي بعقوبة مركز محافظة ديالى تظاهر آلاف المهجرين في هذه المدينة احتجاجا على عدم السماح لهم بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات التي بدأت صباح أمس. وعكس انتخابات 2005 دعا قادة العرب السنة -كما هو حال الحزب الإسلامي- إلى المشاركة بقوة في الاقتراع الذي لن تتوفر نتائجه قبل أسابيع ولن تتخلف عنه أي من الكيانات البارزة المنخرطة في العملية السياسية. وعلى الصعيد الأمني قتل مدني وجرح آخر في شجار قرب أحد المراكز الانتخابية في مدينة الصدر ببغداد.كما جرح ستة رجال شرطة ومدني في انفجار قنبلة في بلدة طوزخورماتو شمال بغداد، كما انفجرت أربع قنابل صوتية في مدينة تكريت قرب بعض المراكز الانتخابية. وتعليقا على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف إن من غير الواقعي توقع أن يمر يوم الانتخابات دون أعمال عنف على الإطلاق. ويأتي ذلك في وقت قررت الحكومة العراقية تقليص ساعات حظر التجول في بغداد وجعلها إلى الساعة الخامسة من عصر أمس بدلا من الخامسة من فجر اليوم الأحد كما أعلن سابقا.