عقدت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اجتماعا في دمشق لبحث آخر التطورات المتصلة باتفاق التهدئة في قطاع غزة، فيما نفى مصدر قيادي في الحركة أن تكون الأخيرة سلمت ردها النهائي للقاهرة بهذا الشأن، وأكد أن الزيارة التي يقوم بها وفد من الحركة برئاسة محمود الزهار إلى قطر لا علاقة لها بمسألة التهدئة. فقد ذكرت مصادر إعلامية أمس أن قيادة حركة حماس عقدت أمس اجتماعا لتدارس أخر المستجدات على صعيد اتفاق التهدئة المقترح مع الجانب الإسرائيلي برعاية مصرية. وأوضح مصدر بحركة حماس أن وفد الحركة لم يعد إلى غزة كما أشارت بعض الأنباء ولن يتوجه أي وفد إلى القاهرة للقاء المدير العام للمخابرات المصرية عمر سليمان الموجود حاليا في جولة خارجية مع الرئيس المصري حسني مبارك. وأضاف أن الوفد الذي زار القاهرة برئاسة محمود الزهار استمع إلى التوضيحات الإسرائيلية بخصوص بعض الاستفسارات التي كانت الحركة قد طلبتها في وقت سابق بخصوص فتح المعابر ونوعية المواد التي سيسمح بدخولها إلى قطاع غزة في إطار اتفاق التهدئة المقترح. وبهذا الخصوص قال المصدر إنه لا يوجد شيء جوهري جديد في الموقف الإسرائيلي لافتا إلى أن وفدا من الحركة سيعود في وقت لاحق إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات ولقاء الوزير عمر سليمان دون أن يؤكد فيما إذا كان الوفد سيسلم الجانب المصري رد الحركة النهائي بخصوص اتفاق التهدئة. وأضاف المصدر الفلسطيني أن الوفد المقترح توجهه إلى القاهرة سيكون برئاسة نائب المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق وعضوية نزار عوض الله وصلاح البردويل، وأوضح أن الحركة مصرة على موقفها من ضرورة تقديم الجانب الإسرائيلي ضمانات برفع الحصار وفتح المعابر مقابل التهدئة دون أي خلاف على مدتها. وذكر أن المفاوضات تجري حاليا على نسبة فتح المعابر بنسبة 70 أو 80% لافتا إلى أن رفع هذه النسبة سيرتبط بتحقيق تقدم ما على صعيد ملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته فصائل المقاومة الفلسطينية عام 2006 في العملية التي عرفت باسم معبر كرم أبو سالم. ونفى المصدر الفلسطيني أن تكون للزيارة التي يقوم بها وفد من حركة حماس برئاسة الزهار إلى قطر أي علاقة بالتهدئة، مؤكدا الأنباء التي ذكرت أن الزهار التقى في وقت سابق أمس أمير قطر وبحث معه آخر مستجدات الوضع الفلسطيني. ومن جانبه أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن الجبهة الشعبية "كانت ولا تزال تعتبر التهدئة سياسة خاطئة في ظل وجود الاحتلال وشدد على أن البديل هو تشكيل جبهة مقاومة موحدة يكون لها الحق في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمقاومة. وحذر مزهر في تصريحات صحفية من تكرار عدم التزام الاحتلال بالاتفاقات أو أية شروط يتم التوافق عليها، وأكد أن لا جدوى من عقد تهدئة مع الاحتلال، خاصة وأن الضفة مستبعدة من هذا الاتفاق. وقال مزهر "يدور الحديث عن تهدئة لعام ونصف مقابل فتح جزئي للمعابر، والشروط السابقة ذاتها، وهذا يعني أن لا مجال لدخول كل البضائع أو فتح معبر رفح وربطه بقضية الجندي الأسير جلعاد شاليط". واعتبر المسؤول الفلسطيني أن هذه المسائل تعيد القضية الفلسطينية إلى المربع الأول مشيرا إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض شروطه على الفلسطينيين معتقدا أنه هو من انتصر وأن الطرف الفلسطيني هو الذي تلقى الهزيمة في الحرب الإجرامية على غزة". وكان مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن وفد الحركة سيسلم اليوم الثلاثاء المسئولين المصريين رد "حماس" حول مسألة التهدئة، وكشفت النقاب عن أن الموقف الآن هو مع قبول تهدئة لعام ونصف مقابل فتح المعابر ووقف العدوان. ونقلت شبكة "فلسطين اليوم" عن مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)الذي طلب الاحتفاظ باسمه، أن حماس قبلت بتهدئة لعام ونصف مقابل فتح المعابر ووقف العدوان، وأنها تشترط لذلك أن لا تشمل 20 في المائة من السلع التي تعارض إسرائيل دخولها إلى غزة مواد البناء. وأشار إلى أن صيغة الاتفاق في مسألة فتح المعابر تتحدث عن مرحلتين، الأولى تخص المعابر الإسرائيلية وهي التي ستفتح بمجرد توقيع التهدئة، بينما يظل معبر رفح إلى المرحلة الثانية التي تتضمن اتفاقا ثلاثيا بين مصر والسلطة الفلسطينية وحماس التي طرحت أن يتولى المعبر رجال الأمن الوطني التابعين للسلطة الفلسطينية لكن من المقيمين في غزة كمرحلة مؤقتة ريثما يتم التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في الحوار الوطني المرتقب، على حد تعبيره. ونفى المصدر حدوث اختراق جوهري في مسألة صفقة الأسرى، لكنه أكد أن المساعي لاتمامها لا تزال جارية، وأن الكرة في الملعب الإسرائيلي، وقال: "حتى الآن لم يحصل أي تقدم في مسألة شاليط لأن الحكومة الإسرائيلية لم تستطع حتى الآن التجاوب مع مطالب المقاومة، والحديث الآن يدور عما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وقبيل تشكيل الحكومة المقبلة، فإن اتفاقا قد يحصل بموجبه إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين"، كما قال.