ناشدت عائلة طاهري بالقصبة السلطات المحلية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر، التدخل السريع لانتشالهم من الضياع ورفع الغبن عنهم، بعد انهيار المبنى الذي كان يأويهم، كما طالبت بفتح تحقيق ومتابعة المقاول المكلّف بالترميم، بعد أن عرّض حياتهم إلى الخطر، بسبب مباشرة أشغال الهدم والترقيع فوق رؤوسهم• لم يكن أمام عائلة طاهري من حلول أمام استمرار المعاناة، غير التردّد على مكاتب المسؤولين والسلطات المحلية وأملها إيجاد حلول سريعة وأجوبة مقنعة لعشرات الرسائل والطلبات التي ما فتئت أن تكون مجرد أوراق تنتقل من مكتب لآخر، دون ردود مقنعة وحلّ ينتشل أفراد العائلة من موت أصبح يحدق بهم في كل لحظة• انتقلنا إلى حي القصبة العتيق وبالضبط بمبنى رقم 2 بممر أحمد علال وهنا وقفنا عند حجم المعاناة التي يعيشها أفراد عائلة طاهري، فحالتهم تشبه حالة "المتشّردين"، بيت بدون سقف وأكوام من الأتربة وسط الغرفة وفوق الخزانة وعلى الملابس، مياه متدفقة في كل مكان وحسب السيدة طاهري، فإن المأساة بدأت عقب إنهيار الطابق الأول من البناية، التي يعود تاريخ تشييدها إلى العصر العثماني• العائلة منذ قرابة شهر ولولا ستر الله- كما قالت السيدة طاهري- لكانت الكارثة وكان أفراد العائلة في عداد الموتى، مضيفة أنها لم تتوان في تقديم الشكاوي والطلبات إلى كل الجهات المعنية، من بينها وزارة التضامن، غير أنه لم تتلق أي رد مقنع ولا مساعدة ولا حتى تفسيرات لهذه الوضعية المبهمة، "كيف يحدث هذا" إنني ابنة مجاهد، أنا وأبنائي في الشارع ولا أحد يحرّك ساكنا ولم تتخذ أي إجراء لإنقاذ حياتنا المهددة بموت حقيقي بين لحظة وأخرى، حتى الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لباب الواد لم يسمح لنا بمقابلته لطرح المشكل الذي نتخبط فيه منذ قرابة شهر، وأضافت أن شقتها أصبحت بعد إنهيار المبنى وبمجرد سقوط الأمطار، تصبح عبارة عن بركة مائية صغيرة تتجمع فيها مياه الأمطار المتسربة من السقف، ناهيك عن البرد الشديد الذي يتعرضون له يوميا خاصة بالليل• السيدة طاهري قالت أن أبنائها أصيبوا بأمراض مختلفة من جراء تدني الظروف المعيشية وسقوط الأتربة والأحجار فوق رؤوسهم من الطابق المنهار• زيارتنا إلى المكان تصادفت مع أشغال الترميم التي باشرتها المؤسسة المكلفة بالإنجاز والتي أراد مسؤولها منعنا من الحديث مع العائلة ومن التصوير بحجة أننا لا نملك رخصة؟! - حسبه- وما يثير الانتباه وزاد من معاناة المتضررين، أن هذه المؤسسة التي يقول صاحبها، أن وزارة الثقافة هي التي سلمت له المشروع لا تملك لوحة معلقة تدل على رخصة البناء ولا على أدنى وسائل الحماية، حيث باشرت الأشغال منذ أكثر من أسبوع فوق رؤوس أصحاب الطابق السفلي، بالإضافة على أن إمكانيات المؤسسة لا تتوفر على شروط الهدم والمقاييس المعمول بها وفي هذا الصدد طالبت السيدة طاهري بفتح تحقيق ومتابعة المقاول المكلف بالمشروع، بعد أن عرض حياتهم إلى الخطر دون أن يحترم مقاييس البناء والهدم وقوانين الترميم المعمول بها، كما ناشدت في نفس الوقت السلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر العاصمة التدخل السريع باتخاذ إجراءات اللازمة لتنتشلهم من الضياع والموت المحدق بهم• ==========================================================================