وجهت وزارة الخارجية الأمريكية، أول أمس، تحذيرا إلى رعاياها المقيمين في الجزائر طالبة منهم اتخاذ بعض الإجراءات من أجل ما أسمته "ضمان سلامتهم" ومنها عدم التوجه إلى منطقة القبائل، كما دعت أيضا موظفي السفارة الأمريكيةبالجزائر إلى الالتزام بالتعليمات الأمنية وتجنب التنقلات غير الضرورية، ويأتي هذا التحذير لإعطاء الانطباع بأن الوضع الأمني في الجزائر يسير نحو إمكانية تصعيد العمليات الإرهابية وهو ما يتعارض مع ما جاء في تقرير حقوق الإنسان الذي أصدرته ذات الجهة قبل أيام قليلة. وبحسب ما جاء في مضمون البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، وهي الوثيقة التي اطلعت عليها "صوت الأحرار"، فقد حثت واشنطن رعاياها المقيمين بالجزائر على اتخاذ بعض الإجراءات لضمان أمنهم وسلامتهم، مرجعة السبب في ذلك إلى توعد ما يعرف ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بشن مزيد من الهجمات ضد أهداف أجنبية وأمريكية على وجه الخصوص. بيان الخارجية الأمريكية الذي جاء أياما بعد تقرير حقوق الإنسان الذي يؤكد تراجع العنف في الجزائر، دعا الرعايا الأمريكيين كذلك إلى إجراء تقييم دقيق لأمنهم وسلامتهم، كما طلب منهم تجنب التوجه إلى منطقة القبائل مشيرا إلى وجود خطر إرهابي محدق بالمنطقة. وحذر البيان أيضا الأمريكيين الذين يزورون الجزائر من السفر برا داخل الولايات، داعيا إياهم إلى اتخاذ إجراءات أمنية مثل الإقامة فقط في الفنادق الكبيرة التي توفر الأمن لنزلائها، كما وجه ذات البيان دعوة إلى موظفي السفارة الأمريكيةبالجزائر يطلب منهم فيها ضرورة توخي الحذر واليقظة والالتزام بالتعليمات الأمنية وتجنب التنقلات غير الضرورية. ويبدو أن الإدارة الأمريكية -من خلال هذا التحذير- تريد إعطاء الانطباع لرعاياها بأن الوضع الأمني في الجزائر يسير نحو إمكانية وقوع هجمات إرهابية خاصة وأن الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل المقبل لم يعد يفصلنا عنها سوى أقل من أسبوعين، وقد سبق للسلطات الجزائرية أن احتجت على مثل هذا النوع من البيانات خاصة وأنها تشكك في قدرة مختلف أسلاك الأمن على توفير الأمن. كما يتضح أيضا أن الإدارة الأمريكية لم تقتنع بالضمانات والتطمينات التي قدمها كل من وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، وكذا المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي اللذين تحدثا عن وجود إجراءات أمنية استثنائية شرعت السلطات العمومية في تنفيذها لضمان سير العملية الانتخابية في ظروف ملائمة، خاصة وأن الجماعات الإرهابية تريد اغتنام مثل هذه المناسبات لتنفيذ عمليات معزولة تعطي الانطباع بأن التهديد الإرهابي لا يزال قائما.