أصدرت سفارات دول غربية في الجزائر تحذيرات لعمالها ورعايا ها طالبة إياهم بتوخي الحدر، كما قررت تقليص نشاطاتها غداة الهجومين الانتحاريين المستهدفين الأربعاء الماضي مقر رئاسة الحكومة ومركز للشرطة قتل على اثرهما 33 شخصا وجرح اكثر من 240 آخرين. وفور الهجومين اللذين تبناهما تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي، طلبت دول غربية من مواطنيها سواء المقيمين او العاملين في الجزائر تفادي التنقل عبر الشوارع او الطرقات ونحو الأماكن الرسمية التي يحتمل ان تستهدفها الجماعات المسلحة بالسيارات المفخخة او غيرها من الوسائل وقد قررت سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر تقليص تحرك موظفيها في العاصمة الا للشؤون الضرورية وذلك من يوم الخميس الى الأحد. وتأتي هذه الإجراءات الأمنية في اعقاب التدابير الصارمة التي اتخدتها السفارة مند شهر عقب بروز تحذير أمني بخصوص احتمال قيام تنظيم القاعدة بهجوم على طائرة تجارية تقل عمالا غربيين بأحد المطارات الجزائرية. وكان عضو في الكونغرس الأمريكي زار الجزائر الأسبوع الفارط رفقة وفد من المسوؤولين الأمريكيين قد صرح للصحافة امس الجمعة بواشنطن ان المسؤولين في المخابرات الجزائرية قد اكدوا له السبت الماضي بأن هناك احتمالا كبيرا لحدوث هجوم ارهابي عنيف في الجزائر وقال مايك روجرس ممثل العضو في لجنة المخابرات للكونغرس بأن مصالح الأمن الجزائرية قد تحصلت على معلومات اكيدة بحدوث هذا الهجوم. ومن جهتها نبهت وزارة الخارجية البريطانية الرعايا البريطانيين على موقعها الالكتروني بالمستجدات الأمنية في الجزائر، طالبة منهم توخي الحذر في حالة السفر الى الجزائر، كما طلبت من المتواجدين في العاصمة تقليص تنقلاتهم. ومن جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية تعليمة تطالب فيها الرعايا الفرنسيين تفادي السفر غير الضروري الى الجزائر في الوقت الراهن، كما دعت الفرنسيين المتواجدين في الجزائر الى التزام الحيطة والحذر الشديدين وتفادي التنقلات في المدن الا في الضرورة القصوى. واشارت الى انه يمكن القيام بالتنقلات المهنية فضلا عن التنقلات ما بين المدن مع أخذ التدابير الأمنية بعين الاعتبار. وحثت السفارة الفرنسية المواطنين المقيمين او المتواجدين في الجزائر الى السفر جوا ما بين المدن الكبرى او عبر الطرق الرئيسية الكبرى، كما طلبت منهم ايضا تغيير عاداتهم اليومية وكذا المسالك والطرقات التي يمرون منها يوميا. وفي برلين نصحت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها بالحيطة والحذر في حالة السفر الى الجزائر، مذكرة اياهم بأن الهجمات الإرهابية ضد الأجانب لا سيما الغربيين او الشركات الأجنبية جد محتملة، علما بأن تنظيم القاعدة قد توعد بضرب المصالح الأجنبية في الجزائر وهو ما تأكد من الهجومين اللذين استهدفا عمال شركة "براون روت كوندور" الأمريكية و"ستروتغاز. الروسية" واشارت وزارة الخارجية الأسترالية هي ايضا الى ان الوضع الأمني في الجزائر مثير للقلق، مؤكدة انه يتعين على المواطنين الأستراليين المقيمين او العاملين "في حقول النفط خاصة" في الجزائر اتخاد كافة الإجراءات الأمنية لتفادي خطر التعرض لهجوم، كما هو الشأن بالنسبة لوزارة خارجية كوريا الجنوبية التي وجهت نفس التحذيرات لرعاياها. كمال منصاري