تميزت القمة العربية العادية الحادية والعشرون المنعقدة بالدوحة ب"خرجة" الزعيم الليبي معمر القذافي الذي فاجأ الجميع وهو يقاطع كلمة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الجلسة الافتتاحية للقمة داعيا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنهاء الخلافات وتبادل الزيارات بين قائدي البلدين. فبينما كان أمير قطر يختم كلمته، فوجئ الجميع بالزعيم الليبي معمر القذافي وهو يبادر بالحديث موجها خطابه للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في عبارة عكست اعتذاره عما بدر منه من اتهامات في قمة شرم الشيخ في مصر عام 2003. وقال القذافي إنه مستعد لزيارة الرياض للقاء الملك عبد الله، ودعا الأخير لزيارة طرابلس :"أنا مستعد للتصالح معك تزورني وأزورك"، مما فهم على أنه توجه من الزعيم الليبي لإنهاء الخلاف القائم بين طرابلسوالرياض. وقال القذافي في مداخلته: "أنا ملك ملوك أفريقيا وملك ليبيا وإمام المسلمين ، ومنذ ست سنوات وأنا أهرب من هذه المواجهة وكنت قد اتهمت العاهل السعودي بأنه صنيعة بريطانيا والأمريكان، والآن اعتذر منك وأتمنى أن تزوروني وأزورك وننهي الخلافات". وحسب مصادر مطلعة داخل الجلسة، فقد أحدثت مقاطعة القذافي ربكة وتم قطع الصوت أكثر من مرة، مما دفع أمير قطر لنقل الكلمة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ومطالبة القذافي بمغادرة القاعة، فغادرها وسط ذهول الحاضرين وتصفيق بعضهم. وعقب هذه المقاطعة ، قال أمير قطر للقذافي :" ربما فهمتك خطا فاعتذر إليك أمام كل الزعماء والرؤساء". وغادر القذافي جلسة القمة غاضبا وتبعه إلى خارج القاعة الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لإقناعه بالعودة إلى القاعة ، لكن القذافي لم يعد إلى الاجتماع. وقالت مصادر إن العاهل السعودي خرج من الجلسة هو الآخر حيث تردد في تلك اللحظة وجود نشاط دبلوماسي خارج القاعة لإتمام المصالحة. ومباشرة بعد هذه "الواقعة" ومغادرة القائد الليبي قاعة المؤتمر، شهدت أروقة المؤتمر سلسلة من اللقاءات أبرزها لقاء ثلاثي جمع أمير العاهل السعودي والقائد الليبي وأمير دولة قطر. وأشارت مصادر إلى أن عدة لقاءات عقدت خارج قاعة المؤتمر, من بينها لقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والفلسطيني محمود عباس تركزت على بحث القضية الفلسطينية وموضوع المصالحة الوطنية. كما التقى رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وكانت العلاقات بين السعودية وليبيا قد شهدت توتراً كبيرا بعد التلاسن والمشادة الكلامية الشهيرة التي وقعت بين القذافي والعاهل السعودي حين كان ولياً للعهد خلال القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ مارس عام 2003 قبل الحرب الأمريكية في العراق. كما اتهمت الرياض القيادة الليبية بالتورط في التمويل والتخطيط لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز بواسطة أحد الأمريكيين من ذوي الأصول العربية عام 2003، وهو الأمر الذي نفته ليبيا وقتذاك، كما قاطعت القمة العربية الأخيرة التي استضافتها السعودية.