قتل ثمانية أشخاص على الأقل خلال يومي اشتباكات بين مسلحين باثنين من أحياء طرابلس شمالي لبنان. وقد عزز الجيش انتشاره أمس بمنطقة التماس، فيما تساءل نائب المدينة المنتمي لفريق 14 آذار الحاكم عن صلة ما يجري بتعيينات الأجهزة الأمنية. وذكر مسؤول أمني لبناني أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا صباح أمس في تجدد الاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس شمالي البلاد، وسط معلومات عن اعتزام الجيش نشر قواته في المنطقة. ولقي أربعة أشخاص مصارعهم أول أمس وقضى خامس أمس متأثرا بجراحه، مما يرفع إلى تسعة عدد قتلى الاشتباكات إضافة إلى نحو 48 جريحا حسب معلومات المصادر الأمنية. وأفادت مصادر من طرابلس أن هدوءا حذرا ساد المدينة تخلله طلقات متقطعة للأسلحة رشاشة، لكن الاشتبكات عادت للاندلاع ظهرا فيما اندلعت بعض الحرائق في منطقة جبل محسن جراء إطلاق النار. وشهدت الأحياء المتداخلة في المنطقة حركة نزوح بعد تجدد الاشتباكات التي استخدمت فيها أول أمس الأسلحة الرشاشة والقذائف، والتي تدخل مدير العمليات في الجيش اللبناني لوقفها. وكانت الأطراف السياسية في المنطقتين قد وقعت ميثاق شرف برعاية مفتي طرابلس مالك الشعار، يحرم الاقتتال بين أبنائهما. وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ثكنة للجيش اللبناني, على أن تتولى القوات المسلحة مهمة حفظ الأمن وملاحقة المخلين به وقمع مظاهر التسلح. وينتمي عدد من سكان جبل محسن إلى الحزب العربي الديمقراطي الموالي للمعارضة والقريب من دمشق, فيما ينتمى جزء من سكان باب التبانة إلى تيار المستقبل الموالي للحكومة وإلى بعض التيارات القريبة من المعارضة. ونقل عن مصدر عسكري لبناني أن "الجيش سيعزز انتشاره في مناطق الاشتباكات ويمنع أي مظاهر مسلحة ويقمع التجاوزات مهما كان مصدرها". وأوضح المصدر أن هذه الخطوة تقررت بعد "إجماع الأطراف" على تكليف الجيش ضبط الأمن. ويتزامن تجدد الاشتباكات بطرابلس مع تزايد القلق من التأخر في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي نص اتفاق الدوحة بين الموالاة والمعارضة اللبنانية الشهر الماضي، على تشكيلها. ومن ناحية أخرى أدرج نائب طرابلس مصباح الأحدب المنتمي لحركة التجدد الديموقراطي -أحد مكونات قوى 14 آذار- ما تشهده طرابلس في إطار ما حدث في بيروت مطلع ماي على يد حزب الله المعارض الذي سيطر عليها إثر مواجهات عسكرية امتدت إلى المناطق الدرزية بالجبل، وأسفرت عن مقتل 65 شخصا. وقال الأحدب إن "ما يجري استمرار لما بدأ في بيروت. من يسمع تصاريح مسؤولين من حزب الله يفهم أنهم مستمرون بالعمل للسيطرة على البلد". وهو يلمح بذلك لتصريح مسؤول العلاقات الدولية بحزب الله نواف الموسوي أول أمس الذي حذر فيه "من أي محاولة لتركيب وضع في لبنان لطعن المقاومة في ظهرها" في إشارة إلى احتمال تعيين ضباط أمن كبار لا ترضى عنهم المعارضة. وفي سياق آخر نجا مسؤول بمجموعة جند الشام الفلسطينية من محاولة اغتيال تعرض لها أمس، بعبوة ناسفة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان. وذكر مصدر فلسطيني أن عماد ياسين (فلسطيني الجنسية) الذي أصيب بجروح خطرة نقل إلى أحد مستشفيات المخيم بعد موافقة حركة فتح أكبر الفصائل الفلسطينية التي تلاحقه للاشتباه بدوره في عمليات تفجير سابقة، وذلك "لأسباب إنسانية". وأشار المصدر إلى أن "حالته الصحية حرجة لكنها مستقرة" ولا يمكن أن ينقل للعلاج خارج مخيم عين الحلوة "لوجود عدة مذكرات توقيف لبنانية بحقه".