وافق فريق الموالاة على إلغاء قراري الحكومة بخصوص شبكة اتصالات حزب الله ومدير أمن المطار،فيما وافقت المعارضة على إلغاء كل المظاهر التي نشأت بعد صدور القرارين، كما تلقى الجانبان عرضا باستضافة حوار بينهما في الدوحة. وجاء ذلك بعد ساعات من وصول وفد وزاري عربي إلى بيروت لبدء جهود لحلّ الأزمة الحالية في لبنان برئاسة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني. كما ضم الوفد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية ثماني دول عربية. وقد أجرى الوفد فور وصوله مباحثات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري كما التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وكان بري قد اعتبر في تصريحات صحفية أن تراجع الحكومة عن قراراتها يمثل "المدخل إلى الحل" والذهاب إلى الحوار ووقف العصيان المدني الذي قال إنه سيستمر لحين الذهاب إلى الحوار. وأضاف "البديل من الحوار يجعل الخيارات الصعبة متاحة وهذا ما لا نريده". كما دعا الأطراف اللبنانية إلى حوار برعايته للبحث في موضوعي الحكومة الوطنية وقانون الانتخاب. وفي المقابل أعلن النائب سعد الحريري, وهو من أبرز أقطاب الأكثرية رفض التحاور تحت ما سماه تهديد السلاح، قائلا إن "البند الأول في أي حوار يجب أن يكون بيروت", في إشارة إلى سيطرة أنصار المعارضة عسكريا على العاصمة الأسبوع الماضي قبل أن ينتشر الجيش خلال اليومين الماضيين. ونقل عن مصدر أمني لم يكشف عن هويته أن العمل بدأ بعد ظهر أمس على فتح الطريق الدولية التي تربط شرق لبنان بسوريا والتي كان مناصرون للحكومة قد قطعوها منذ نحو أسبوع في إطار المواجهات بين الحكومة والمعارضة. وقال المصدر إن الأهالي استقدموا جرافات وبدأوا إزالة السواتر الترابية التي وضعت بين بلدة بر الياس ومعبر المصنع الحدودي. وقال شهود عيان إن أنصار الموالاة الذين قطعوا الطريق هم أنفسهم من يقومون بإزالتها. ويأتي ذلك بينما لا يزال طريق المطار وطرقات رئيسية في بيروت مقطوعة. وقد فتحت طريق المطار مؤقتا في وقت سابق لعبور الوفد العربي الذي وصل للمساعدة على حل الأزمة التي توصف بأنها أسوأ جولة عنف في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقد قتل ما لا يقل عن 81 شخصا في المواجهات التي بدأت في السابع من ماي الجاري. وفي غضون ذلك وفي دمشق أعلن مصدر مسؤول بالخارجية السورية عن دعم سوريا اللجنة الوزارية العربية حول لبنان، ودعوة كل الأطراف اللبنانيين إلى الحوار. وقال المصدر المسئول في أول رد فعل سوري رسمي على مهمة الوفد العربي إن سوريا تحث "كافة الأطراف اللبنانية على التعاون البناء مع اللجنة والتوجه إلى الحوار الوطني من أجل التوافق في ما بينها بما يؤدي إلى خروج لبنان من أزمته وضمان استقراره". يشار إلى أن زيارة الوفد العربي تأتي في إطار تنفيذ قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة الاثنين الماضي وقرر إيفاد اللجنة لمحاولة حل الأزمة والعمل على تطبيق المبادرة العربية حول لبنان الصادرة في جانفي الماضي. وتنص المبادرة العربية على انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للرئيس الصوت الوازن ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية. كما أكد مجلس وزراء الخارجية العرب "رفض استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية خارج إطار الشرعية الدستورية والتأكيد على ضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من الشارع اللبناني". ومن جهته قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي بدأ جولة بالشرق الأوسط أمس إنه سيناقش مسألتي لبنان وإيران أثناء جولته وتعهد بتقديم مزيد من العون للجيش اللبناني في دفاعه عن الحكومة. كما حذرت السعودية أول أمس إيران من دعم حزب الله, وقالت "إذا أيدت إيران تصرفات حزب الله فان ذلك سيلحق الضرر بعلاقاتها مع الدول العربية". في المقابل حملت إيران الدول العربية مسئولية الأزمة اللبنانية.