عاد الهدوء أخيرا إلى المناطق الدرزية جنوب شرق بيروت، حيث انتشر الجيش في المناطق التي شهدت اشتباكات بين أنصار الموالاة وقوات المعارضة، وهو الحال ذاته في طرابلسوبيروت، فيما ينتظر لبنان وصول وفد عربي للمساعدة على حل الأزمة. من جهته اكد رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" الوزير السابق طلال آرسلان، استمرار المعارضة في العصيان المدني إلى أن تستقيل حكومة فؤاد السنيورة، مشيرا عبر حديث خص به قناة "الساعة" إلى أنه يحضر لمبادرة جديدة من أجل وقف إطلاق النار بشكل كلي في منطقة جبل لبنان، وأبرز بنودها وقف كافة المظاهر المسلحة من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي ومنع التجمعات. ولا يزال مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكذلك مرفأ العاصمة مقفلين بسبب مواصلة المعارضة التي يتقدمها حزب الله عصيانها المدني وقطع طرقات رئيسة في بيروت رغم سحبها المسلحين من الطرقات، وأعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن الحكومة التي تمثل الأكثرية ستعقد اجتماعا لاتخاذ موقف من طلب قيادة الجيش إلغاء القرارين السابقين اللذين صدرا عن الحكومة واعتبرهما حزب الله يمسان بأمنه وأديا إلى تفجر المواجهات وذلك بعد أن وضعتها الحكومة في عهدة المؤسسة العسكرية، موضحا أن موعد الاجتماع سيتقرر بعد عودة وزير الخارجية بالوكالة، طارق متري، من القاهرة حيث شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب. وذكرت معلومات صحافية أن "الوفد العربي سيصل الى بيروت الأربعاء" وأشارت بحسب مصدر وزاري إلى أن "لا جلسة لمجلس الوزراء في الساعات المقبلة قبل وصول الوفد العربي"، بعد أن قرر وزراء الخارجية العرب مساء الأحد في ختام اجتماع طارئ تشكيل لجنة وزارية تتوجه إلى لبنان في أقرب وقت برئاسة الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لحل الأزمة. وأفاد مصدر أمني بأن حصيلة أعمال العنف التي جرت في مختلف المناطق اللبنانية منذ الأبعاء الماضي ارتفعت إلى 47 قتيلا و188 جريحا. من جهته نفى رئيس كتلة "المستقبل"، النائب سعد الحريري، نفيا تاما الأخبار التي أذاعتها بعض وسائل الإعلام حول مغادرته لبنان، مؤكدا أنه "صامد في قريطم"، كما أكد رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل أن سلاح "حزب الله خسر رمزيته بسبب الأحداث التي جرت"، مطالبا الأمين العام ل"حزب الله" السيّد حسن نصرالله ب"تعهد من قبله شخصيا أمام الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي، يضمن عدم استخدام السلاح في الصراع الداخلي اللبناني"، معتبرا أن هذا "شرط أساسي لطاولة الحوار لأن لا معنى لأي حوار في ظل المسدس".