أوردت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية جانبا من معاناة أحد المعتقلين العراقيين على أيدي القوات الأمريكية. وقالت إن رجلا في الأربعين من عمره، أخفى اسمه، قضى 18 شهرا في معتقلي كروبر وبوكا وكان قد قبض عليه في سبتمبر 2006 إثر هجوم على نقطة تفتيش جنوب بغداد. وأصر الرجل على أنه لم يكن له علاقة بالهجوم. وقال "لم أدخل مخفر شرطة من قبل. أنا صاحب دكان وأعيش في مدينة الصدر مع زوجتي وأطفالي الستة. وهذه التجربة كانت شاقة جدا علي. فقد شعرت وكأني في عالم آخر وكأن الزمن توقف ولم أعد أعرف كيف أفكر أو ماذا أفعل؟". وقالت الصحيفة إن الرجل قضى أسبوعين في معتقل كروبر حيث أُعطي له رقم حجز وفحص طبي قبل إرساله إلى بوكا. وقال الرجل أيضا "الذهاب لمعتقل بوكا كان قصة رعب تصلح لفيلم. وأعتقد أنهم (الجيش الأمريكي) يعاملون الحيوانات أفضل منا عندما تم نقلنا بالطائرات. فقد كانت الطائرة مكتظة بالمحتجزين كقطيع الماشية. وكنا نحو ثلاثمائة وكانوا يصرخون في وجوهنا طول الوقت". وأشارت الصحيفة إلى أنه عند وصول المحتجزين إلى مطار البصرة تم شحنهم في حافلات إلى بوكا. وهناك تم تسجيل كل شخص وأعطي له زي برتقالي ولباس داخلي وفانلة بكمين قصيرين وسجادة صلاة وبطانية. وقال الرجل إن "الحراس كانوا يفتشون الزنازين في منتصف الليل وكانوا يأتون بكلابهم ويسحبوننا من أسرتنا ويكبلوننا ويتركوننا في العراء. وكان علينا أن نتجنب النظر إليهم مباشرة حتى لا نتعرض للمساءلة". وأضاف "كنا نشغل أنفسنا بقراءة القرآن ومؤخرا سمحوا لعائلاتنا بإحضار كتب لنا. وكنا في حالة من الغم بسبب جهلنا بمدة بقائنا رهن الاعتقال. وكانت التهمة الموجهة إلينا مهاجمة القوات العراقية والأمريكية وإرهاب المواطنين والقتل والاختطاف، تهما يمكن أن تجعلنا نقضي 400 سنة في السجن". وقال أيضا "كانت إحدى اللحظات السعيدة عندما أتى أخي لزيارتي وأحضر معه أصغر أبنائي. والمرة الثانية عندما ركبت ما يسمونه "الحافلة السعيدة" لإطلاق سراحي والعودة إلى داري. وكنا عندما نبلغ بأننا سنركب الحافلة السعيدة، كان هذا معناه أن الأمور ستكون على ما يرام. رسالتي إلى الجيش الأمريكي هي "إذا كنتم تنادون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فينبغي أن تطبقوهما أيضا".