اتفق أعيان المالكية والإباضية في بريان أمس لدى اجتماعهم مع الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية مكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية، على تشكيل لجنة وطنية مستقلة وحيادية للتحقيق في أحداث العنف التي شهدتها المنطقة بداية من الأربعاء الفارط ، وقد أعرب الطرفان عن ارتياحهما لتشكيل هذه اللجنة مؤكدين على التزامهما بخارطة الطريق التي تم توقيعها قبل مدة. وضعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية أمس نهاية لمسلسل العنف الذي تشهده مدينة بريان التي تبعد ب 42 كلم عن عاصمة الولاية غرداية، وهذا من خلال إقرار تشكيل لجنة مستقلة لمعرفة أسباب العنف الذي طال المنطقة ومعاقبة كافة من يقفون وراء ذلك. ولد قابلية الذي قام بزيارة إلى مدينة بريان أمس للوقوف على أسباب الشغب الذي شهدته المنطقة، اجتمع لمدة 3 ساعات تقريبا مع ممثلي أعيان المنطقة من مالكية وإباضية، وقد كان مرفوقا بكل من العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، ويحيي فهيم والي ولاية غرداية . وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن ولد قابلية قد طلب من ممثلي أعيان الإباضية والمالكية الاجتماع به كل على انفراد حتى يتسنى للجميع الحديث بكل حرية، وهو القرار الذي وافق عليه الطرفان. اجتماع ولد قابلية مع أعيان بريان والذي دام أكثر من ثلاث ساعات متتالية، أفضى إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين على قبول تشكيل هذه اللجنة التي سيكشف عن أعضائها لاحقا، وهو القبول الذي عبر عنه كل من داوود بورقيبة رئيس مجلس الإباضية وحاج بشير قوادر رئيس مجلس المالكية في بريان اللذين أكدا في تصريح للصحفيين عقب الاجتماع أنهما يثقان كل الثقة في هذه اللجنة التي ستكون وطنية ومستقلة ومحايدة، لكنهما شددا من جهة أخرى على ضرورة أن تضرب الدولة بقبضة من حديد كافة المتسببين في خلق هذا الجو المشحون في مدينة بريان، كما أكد الطرفان من جهة أخرى التزامهما بتطبيق كافة بنود خارطة الطريق التي اتفق عليها مؤخر. ومن جهة أخرى، علمت " صوت الأحرار" من مصادر مطلعة أن السلطات المعنية قد فتحت تحقيقا مع رئيس أمن دائرة بريان المتهم بالوقوف وراء توتر الوضع في بريان وعودة أحداث اعنف منذ الأربعاء الفارط، كما تم فتح تحقيق من طرف الشرطة العلمية في قضية إطلاق النار على أحد الشبان الذي أصيب بجروح. وخلال الجولة التي قامت بها " صوت الأحرار" أمس بالمنطقة، فإن جوا من الهدوء الحذر قد سيطر على أزقة بريان وشوارعها، بينما بدأت الحركة تعود تدريجيا إلى المحلات التي أغلقت منذ الأربعاء.