صورة للاحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة كشف دحو ولد قابلية، الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية، أنه أشهر إنذارا في وجه الطرفين المتنازعين في منطقة بريان بولاية غرداية. * * مشيرا إلى أن تهديده بعدم الرجوع لحلول التسوية والوساطة جاد هذه المرة في حال رجوع العنف إلى المنطقة، خاصة وأن الداخلية أعطت أوامرها بتكثيف التواجد الأمني بالمنطقة والحل الأمني أصبح قاب قوسين أو أدنى من اعتماده إستراتيجية لاسترجاع الأمن والاستقرار لمنطقة بريان، بعد أن أطاح العنف باتفاقية الصلح التي أشرف عليها دحو ولد قابلية منذ ثلاثة أسابيع، مؤكدا أن التنمية هي الحل النهائي لمشكل بريان. * وقال الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية، في تصريح خاص "للشروق" على هامش الزيارة التفقدية التي قادته بمعية وزير الأشغال العمومية عمر غول الى مقطع الحميز الأربعطاش من الطريق السيار، أن اتفاقية الصلح التي أبرمت بين الطرفين المتنازعين بمنطقة بريان، أبانت أن بعض الشباب من الطرفين سواء المالكيين أو الإباضيين خارجون عن سيطرة أعيان ومشايخ المنطقة، ولا يعتدّون بنصحهم في ظل الوضع الاجتماعي القائم، مؤكدا أن جهوده كانت ترمي الى تقريب وجهات النظر بالاعتماد على رجاحة عقول الأعيان وحكمتهم. * وأوضح ولد قابلية الذي كان عراب اتفاقية الصلح بين المالكية والإباضية نهاية شهر مارس، ردا على سؤال "الشروق"، أن المشكل القائم بين الطرفين المتنازعين متشابك جدا، وخاص خصوصية هذه المنطقة التي يقطنها مناصفة الإباضيون والمالكيون، موضحا أن سكان منطقة بريان لا تجمعهم أي قواسم مشتركة سوى الإقامة على طرف وادي ميزاب، وقال أن طبيعة المجتمع الإباضي خاصة ومحافظ جدا، ويتمتع بعادات وتقاليد مخالفة تماما للمالكيين المنفتحين مقارنة بالإباضيين، معترفا أن هذا الاختلاف والتباين غذته المشاكل الاجتماعية، وزاده هاجس البطالة الذي خيم على وضع شباب المالكية، على اعتبار أن شباب الإباضية يعاني مشكل البطالة بأقل حدة. * وأضاف ولد قابلية، أن التسويات والوساطات قد يكون لها دور ونتائج إيجابية في عمليات التهدئة فقط، غير أن استفزاز أي طرف للآخر يواجه عادة بالعنف من الطرفين، وهذه الإنزلاقات، استدعت من الجهات الوصية وتحديدا الداخلية توجيه تعليماتها إلى مصالح الأمن، قصد تكثيف تواجدها بمنطقة بريان، وبقائها يقظة تحسبا لأي شرارة استفزازية، قد تجر طرفي النزاع إلى المواجهة، وقال أن الرفع من درجة التأهب في المنطقة يعتبر من الحلول اللازمة والواجبة في الوقت الراهن، في إنتظار دفع إضافي لوتيرة التنمية. * وأضاف محدثنا أنه أخطر طرفي النزاع، وقال صراحة لقد هددت الطرفين أنه في حال الرجوع إلى العنف والانزلاق سأنسحب من الوساطة والتفاوض، وعندئذ لا يبق سوى الحل الأمني أمام السلطات، مشيرا أن هذا الحل جاهز، غير أن ولد قابلية قال أن الحلول النهائية لقضية بريان هو تحقيق التنمية في المنطقة، والاستجابة لطموحات الشباب وإنهاء بطالتهم للقضاء على النعرات، وبالتالي إنهاء المشكلة التي ينظر إليها البعض على أنها مشكلة صراع إباضي مالكي فقط، غير أن المشكلة لديها مناحي اجتماعية بدرجة أولى.