نفت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) علمهما بتهديد القاهرة بوقف رعاية الحوار الوطني, في حين رفضت حماس موقف واشنطن الرافض لتمويل أو الاعتراف بأي حكومة قادمة إذا لم تلتزم الحركة بشروط الرباعية الدولية. وقال النائب عن كتلة حماس بالمجلس التشريعي مشير المصري إن حركته لا علم لها مطلقا بأي تهديدات مصرية تتعلق بوقف رعاية الجولة المرتقبة من الحوار إذا استمر الخلاف. وشدد المصري على أن جولة الحوار المرتقبة خلال أيام بالقاهرة "يجب أن تكون إما بالتوصل لاتفاق فلسطيني ينهي الانقسام ويحقق المصالحة، وهو أمر مرتبط بتخلي حركة فتح عن الأجندات والشروط الخارجية, أو وقف جولات الحوار نهائيا". وبدوره أكد النائب عن حركة فتح وعضو وفدها لحوار القاهرة فيصل أبو شهلا أن الجانب المصري استطاع تقريب وجهات النظر بين المتحاورين في القاهرة, مشددا على أن القاهرة "لن تتخلى عن دعم الحوار الوطني وتريد إنجاحه". ونفى أبو شهلا التقارير التي تحدثت عن تهديد مصر بالتخلي عن رعايتها للمصالحة الفلسطينية, ما لم يتم الاتفاق بشكل نهائي على تسوية الملفات الخلافية وعلى رأسها برنامج الحكومة القادمة. وكانت مصادر صحفية مصرية قالت إن القاهرة وجهت رسالة شديدة اللهجة للفصائل الفلسطينية بضرورة التوصل لتسوية المشاكل العالقة عند استئناف الحوار, مهددة بالتخلي عن رعايتها للمصالحة في غضون أيام إذا استمر الخلاف. ومن المقرر أن تستأنف حركتا فتح وحماس حوار القاهرة يوم 26 أفريل الجاري بعد تأجيل لثلاث جولات ماضية لاستمرار خلافات رئيسية بين الجانبين فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وملفات الانتخابات وأجهزة الأمن ومنظمة التحرير الفلسطينية. وجاءت تلك التصريحات فيما قال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان إن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون -حول استبعاد تمويل حكومة تشارك فيها حماس- تكشف أن هناك تناقضا في سلوك الإدارة الأمريكية "فهي تتحدث عن انفتاح على المنطقة فيما تحاول أن تفرض شروطا على هذه المنطقة". وأضاف في حديث له "أعتقد أن هذه التصريحات إذا ما استمرت ستضر مصداقية هذه الإدارة وربما تنعكس بشكل سلبي على مجمل سياستها الخارجية ولا سيما ما يتعلق بمنطقتنا". وأشار حمدان إلى أن تصريحات كلينتون "ربما تعكس خوفا من اللوبي الصهيوني داخل الولاياتالمتحدة أو جهلا بطبيعة الواقع الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "ذلك الجهل مشكلة بحد ذاته". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قالت الأربعاء الماضي إن الولاياتالمتحدة لن تمول أي حكومة فلسطينية تشارك فيها حركة حماس، ما لم تعترف الحركة بإسرائيل و"تنبذ العنف" وتلتزم باتفاقات السلطة الفلسطينية السابقة مع تل أبيب. وأوضحت الوزيرة أثناء جلسة حضرتها الوزيرة في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي قائلة "لن نتعامل مع أو نمول أي حكومة فلسطينية تضم حماس حتى تتخلى الحركة عن العنف وتعترف بإسرائيل وتقبل بالالتزامات السابقة للسلطة الفلسطينية، هذه هي سياستنا وهذا بالضبط ما يقودنا".