أعلن الجيش الأميركي أمس أنه قتل سبعة أشخاص يشتبه في أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، واعترف في الوقت نفسه بمصرع اثنين من جنوده وإصابة آخرين خلال هجمات منفصلة في تكريت وكركوك والموصل، في حين استمرت قضية حادث الكوت بالتفاعل بين الحكومة والقوات الأميركية. وقال ضابط بشرطة الضلوعية شمال بغداد إن اشتباكات استمرت طوال أول أمس أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص يشتبه في أنهم ينتمون إلى القاعدة، واعتقال 17 مسلحا وإصابة أربعة آخرين، وكان الجيش الأميركي قد أعلن في بيانين منفصلين أن اثنين من جنوده قتلا بمدينتي تكريت وكركوك شمال العراق، أحدهما توفي متأثرا بجروح أصيب بها إثر هجوم على دوريته بمدينة كركوك، وفي حادث منفصل آخر، اعترف الجيش الأميركي بأن ستة من جنوده أصيبوا في تفجير عبوة ناسفة بمدينة الموصل. وجاءت هذه الاشتباكات بعد مقتل امرأة وابنها فجر أمس على أيدي القوات الأميركية خلال مداهمة بمدينة الكوت جنوبي العراق، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء نوري المالكي انتهاكا للاتفاقية الأمنية مطالبا بتسليم من قاموا بالمداهمة. وبأمر من وزير الدفاع عبد القادر محمد جاسم، اعتقل الجيش اثنين من قادته بالمنطقة لسماحهما بتنفيذ العملية التي قال الجيش الأميركي إنها جرت بالتنسيق معه، وقال بيان للوزارة إن تحقيقا عالي المستوى سيفتح مع الضابطين المعتقلين كما أكد الناطق باسم الدفاع اللواء محمد العسكري أن لجنة شكلت للبحث في الحادثة، وأنها تمكنت من إطلاق الستة الذين اعتقلهم الجيش الأمريكي. وصرح الناطق باسم خطة فرض القانون العميد قاسم عطا الموسوي بأن المالكي اعتبر مصرع المرأة وابنها على أيدي القوات الأميركية إضافة إلى اعتقال آخرين "مخالفة لأحكام الاتفاقية الأمنية، وأضاف الموسوي أن المالكي "يطلب من قائد القوات المتعددة الجنسية إطلاق سراح المعتقلين وإحالة مرتكبي هذه الجريمة إلى القضاء" في حين تظاهر العشرات أمام مشرحة الطب العدلي بالمدينة احتجاجاً على الحادث، وفي أعقاب تنديد محافظ المنطقة لطيف الطرفة بالعملية العسكرية. وبموجب الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد والتي دخلت حيز التنفيذ هذا العام، لم يعد مسموحا للقوات الأميركية بالعراق والتي يبلغ قوامها 137 ألف فرد، بتنفيذ عمليات عسكرية بدون موافقة العراق والتنسيق معه. غير أن الجيش الأميركي قال إن المداهمة جرت بالتنسيق مع حكومة بغداد وإنها استهدفت منزل مسؤول أحد المجاميع الخاصة، وهو تعبير تعني به الولاياتالمتحدة مليشيات شيعية تقول إن إيران تمولها وتسلحها، وأسفرت عن اعتقال ستة مطلوبين ومقتل مشتبه فيه وامرأة كانت في مرمى النيران. لكن آمر قوة الرد السريع بالكوت الرائد عزيز لطيف الأمارة أشار إلى أن كل من استهدفوا بالمداهمة أبرياء، وأفاد بأن أحد المعتقلين ضابط شرطة برتبة نقيب.