كشف السعيد بركات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، أن الجزائر جاهزة لدخول المرحلة السادسة، وهي مرحلة الخطر القصوى، لوباء إنفلونزا الخنازير التي تعني تسجيل إصابات، من خلال التدابير التي تضمّنها مخطط الطوارئ بتوفير 5.6 مليون علبة "تاميفلو" عالي الجودة ستوزّع بالمجان بالإضافة إلى 16 مليون أقنعة واقية، معلنا عن عرض يقدّمه زوال اليوم في اجتماع للحكومة يخصّص لدراسة تطورات انتشار الوباء عالميا. جاهزية الجزائر لمواجهة أي طارئ يتعلق بتسجيل حالات إصابة مؤكدة بفيروس الإنفلونزا "آ.أش1.أن1" لا يعني بحسب وزير الصحة أن هناك إصابات قد تم تسجيلها أو مخاوف من احتمال تسجيل إصابات مؤكدة، ولكن كل ذلك يأتي من باب الوقاية، وهو ما حرص على التأكيد عليه بقوله: "الوقاية التي نتحدث عنها ليست فلكلورية لأننا وضعنا مخطط طوارئ وجنّدنا كل فرقنا على مستوى المستشفيات وكذا الموانئ والمطارات وحتى الحدود تحسبا لأي طارئ". وفي تشخيصه لطبيعة وباء إنفلونزا الخنازير أوضح الوزير، الذي كان يتحدث أمس في حصة "ضيف التحرير" للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أن تعقيده يكمن في أنه يجمع بين الإنفلونزا البشرية وإنفلونزا الطيور بالإضافة إلى إنفلونزا الطيور، مؤكدا بان أعراضه يمكن أن تكون خطيرة وقاتلة مثلما حدث في العام 1918 في إسبانيا. ومعلوم أن وزارة السعيد بركات كانت قد قرّرت قبل يومين رفع حالة التأهب إلى الدرجة الخامسة لمواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير على الرغم من عدم تسجيل أية إصابة إلى حد الآن، وقد أشار المسؤول الأول على هذا القطاع إلى أنه لا يتمنى الوصول إلى الدرجة السادسة ولكن أي احتمال من هذا القبيل يتطلّب أخذ كل الاحتياطات، متحدثا عن الإمكانيات التي تمتلكها الجزائر لتوفير دواء "تاميفلو" الذي رفض اعتباره بمثابة لقاح لأنه مجرّد دواء يقضي على الفيروس. وفي هذا السياق اعترف بركات بأن 5.6 مليون علبة "تاميفلو" غير كافية في حال "لا قدّر الله وصلنا إلى المرحلة السادسة من حالة التأهب"، ولكن المتحدث طمأن المواطنين بأنه "يمكننا استيراد المادة الأولية لتبقى إمكانيات صناعتها متوفرة محليا"، لافتا إلى أن مخطط الطوارئ الصحي الذي خرج به اجتماع القائمين على قطاع الصحة يوم 25 من شهر أفريل المنقضي وضع كل التدابير لمواجهة الوباء بمراحله الستة مثلما أكدت عليه المنظمة العالمية للصحة. وحتى يزيل المخاوف والتأويلات بشأن رفع حالة التأهب إلى الدرجة الخامسة واستعداد الجزائر لدخول مرحلة الخطر القصوى، أوضح وزير الصحة أن ذلك يعتبر قرارا سيدا، وقال إن التجربة التي اكتسبتها البلاد من بعض الفيروسات مثل جنون البقر وإنفلونزا الطيور ساهم في بلورة مخطط الطوارئ، رافضا الخوض في الغلاف المالي الذي خصّصته مصالحه بشأن توفير علب "تاميفلو" وكذا أزيد من 16 مليون قناع واق حيث اكتفى بالإشارة إلى أن الوزارة لديها تصور واضح حول هذه المسألة التي ستكون ضمن جدول أعمال اجتماع للحكومة اليوم. إلى ذلك دعا بركات الجزائريين إلى تجنّب زيارة البلدان التي تسجّل فيها أعلى حالات فيروس "آ.أش1.أن1" كما هو الحال بالنسبة للمكسيك إلا في حالة الضرورة القصوى التي قال إنه لا يمكن لأي كان منع أي كان من السفر، مشدّدا على ضرورة استشارة طبيب العائلة في حال وجود أعراض الإنفلونزا الفصلية التي تبقى عادية "لكن عندما تتعقد الأمور فإن الطبيب هو الذي يوجّه المريض نحو الطبيب المختصّ". وبحسب السعيد بركات فإن التعزيزات التي تعرفها فرقه على مستوى الحدود والمطارات وكذلك الموانئ يأتي كذلك استعدادا لاستقبال أفراد الجالية الجزائرية الصائفة المقبلة، نافيا الأخبار التي تتحدث عن عدم وجود فرق في هذه الأماكن بالذات خاصة الحدود، وأفاد الوزير أيضا بأن العمل جار على مستوى مخبر باستور وعدد من المخابر المنتشرة عبر الوطن بالتنسيق مع مخبر لندن تحسبا لأي طارئ قد يحدث.