كشف سعيد بركات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن إصابة حاجين جزائريين بفيروس أنفلونزا الخنازير، الأمر الذي استدعى مضاعفة التدابير الوقائية المتخذة تحسبا لعودة أول فوج من الحجيج ابتداء من يوم غد، كما أشار الوزير إلى أن الجزائر قد اتخذت كل الإجراءات لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره، حيث سيشرع في استلام أول دفعة من اللقاحات المضادة للوباء الأسبوع المقبل والمقدرة ب 900 ألف جرعة، لتنطلق بعدها مباشرة حملة التلقيح التي تدوم 4 أشهر. أكد سعيد بركات خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر وزارة الصحة أن الجزائر بلغت أخر مرحلة من الاستنفار المصنفة ضمن الدرجة السادسة من طرف المنظمة العالمية للصحة وذلك بعد تسجيلها لثلاث وفيات، وارتفاع عدد الإصابات إلى 299 حالة وقال إن الجزائر اتخذت كل الإجراءات للحيلولة دون الوصول إلى هذه المرحلة، حيث أشار إلى التدابير المتخذة قبل ظهور أول إصابة بالفيروس في 22 جوان الفارط، بالإضافة إلى كل الإجراءات التي تضمنها المخطط الوطني الذي اعد لمواجهة الداء خاصة بعد الانتشار المحلي لفيروس »أش 1 أن 1«. واستنادا لما صرح به وزير الصحة، فقد تم تجنيد 150 مستشفى مرجعي مجهز للتكفل بالحالات الإصابة، ويضاف إليها 34 نقطة متقدمة مجهزوه بدورها بكل الوسائل بهدف الكشف المبكر عن الفيروس، وذلك في إطار مواجهة الانتشار المحلي لأنفلونزا الخنازير، في وقت لم تعد فيه الإصابات مقتصرة على الحالات المستوردة من الدول الأجنبية. بركات قال إن الوصول إلى الدرجة السادسة لا يخيفنا ولا يدعو إلى الهلع، من منطلق أن وزارته استعدت لكل الاحتمالات، وفي هذا الصدد أكد أن مخزون الأدوية المخصصة لمعالجة الداء يتجاوز 7 ملايين علبة من التاميفلو، كما أن أجهزة الوقاية مقدرة بأكثر من 500 مليون تم استيراد 200 مليون منها لحد الساعة، بالإضافة إلى تجنيد كل الفرق الطبية المعنية على المستوى الوطني وتكوينها من أجل التصدي لهذا الداء، فيما يبقى الرهان الحقيقي ممثلا في الوقاية قصد تقليص عدد الإصابات قدر الممكن. الغلاف المالي -يؤكد الوزير- المخصص من طرف الدولة الجزائرية للتكفل بوباء أنفلونزا الخنازير الذي تحول إلى جائحة قدر ب 12 مليار و173 مليون دينار جزائري، ممول من طرف صندوق الاستعجالات على مستوى الوزارة الوصية، كما أن الغلاف غير محدد بسقف وهو قابل للإثراء حسب ما تقتضيه الوضعية الصحية في البلاد. أما فيما يتعلق بالحجاج الجزائريين المتواجدين بالبقاع المقدسة، فقد أكد بركات أن كل الحجاج الذين غادروا الجزائر والمقدر عددهم ب 35 ألف حاج تم تزويدهم بأدوية من نوع التاميفلو لتلقي العلاج في حال أي إصابة وذلك بعد أن تم تلقيحهم ضد الأنفلونزا الموسمية وتزويدهم ب 100 قناع لكل حاج، إلى جانب مرافقتهم بأطباء جزائريين لمتابعة حالتهم وقال إن تقارير مفصلة عن وضعيتهم تصل يوميا إلى الوزارة، وهذا لم يمنع من تسجيل إصابتين يجري حاليا التكفل بهم. وفي سياق متصل اعتبر وزير الصحة أن قضية التكفل بالحجيج محسومة، حيث أكد أن عملية مراقبة الحجاج العائدين من البقاع المقدسة ستكون صارمة، انطلاقا منة تكثيف الكاميرات وقياس درجة الحرارة واللجوء إلى الفحص الطبي، وسيمنع الحجاج حتى من مصافحة ذويهم حتى التأكد من سلامتهم، كما سيتم الاحتفاظ بأي حالة مشبوهة على مستوى المطار والتكفل بها كما يجب. وعن اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير قال بركات إن الجزائر ستستلم أول دفعة بداية من الأسبوع القادم مقدرة ب 900 ألف جرعة من أصل 20 مليون جرعة طلبتها الجزائر، وأكد أن عملية التلقيح التي ستشمل في المرحلة الأولى فئات معينة ممثلة في الفرق الطبية، أصحاب الأمراض المزمنة، النساء الحوامل وغيرها من أصحاب الأولويات ستمتد على مدار 4 أشهر، علما أن عملية التلقيح ستكون مجانية وستجرى على مستوى كل الهياكل الطبية. وأوَح بركات أن مصالحه قد استفادت من تجربة اللقاح الموجه ضد الأنفلونزا الموسمية، حيث تم تلقيح مليون شخص في ثلاثة أيام لتحديد قدرات الجزائر في تجنيد ترسانتها الصحية لإطلاق حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، ويبقى أن أحسن وسيلة للوقاية حسب ما شدد عليه وزير الصحة هو الالتزام بقواعد النظافة وغسل اليدين مرات عديدة في اليوم ومن الأفضل استعمال مواد التنظيف كالصابون