لا زالت أزمة السكن في الجزائر تؤرق المواطن البسيط ، هذه المشكلة التي تعاني منها أغلب العائلات وعلى وجه الخصوص تلك التي تعيش في العاصمة ، حيث استنزفت كل ما لديها من حلول بطرق كل الأبواب وإيداع عشرات الطلبات على مستوى مصالح البلدية والدائرة دون جدوى ، منها من تعيش في الشارع أوفي بيوت قصديرية ، فيما تمضي عائلات سنوات طويلة من عمرها في انتظار تحقيق هذا الحق الذي أصبح حلما صعب المنال بالنسبة للكثيرين. وتعتبر أزمة السكن واحدة من الأزمات التي يعاني منها الكثير من الجزائريين، لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية على المواطن والمجتمع عموماً.وظلت تستفحل تدريجياً،رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات للحد من تفاقمها حتى باتت اليوم تشكل عبئاً ثقيلاً تئن تحت وطأته شريحة واسعة من المواطنين ذوي الدخل المحدود . ومن بين هؤلاء المواطنين السيد وادفل الوناس الذي اكتوى كغيره بنار أزمة السكن، ويستصرخ الدولة في الحصول على مأوى لعائلته المتكونة من ثلاثة أولاد و زوجة يشغلون قبو 51 ب رقم 08 بحي 8 ماي 1945 بباب الزوار ، حيث كان يعيش هو وعائلته مع شقيقه المتزوج هو الآخر ولديه ثلاث بنات ، لكن كثرة المشاكل دفعته لترك الشقة ، فمن غير الممكن –يضيف –أن نعيش جميعا في شقة واحدة متكونة من ثلاثة غرف وفضل التضحية و النزول الى قبو نفس العمارة تفاديا لحدوث ما لا يحمد عقباه و كان من الواجب التصرف قبل أن يتأزم الوضع أكثر فأكثر خاصة وأن المشاكل كانت قد بدأت في الظهور فلا يمكن أن نضع البنزين أمام النار-يقول - في انتظار الكوارث . وهو اليوم يبحث عن طريقة أخرى بعد تلك الطرق الكثيرة التي جربها و لم تفلح من أجل الحصول على سكن، حيث قصد الجريدة وهو محملا بالوثائق التي تثبت المجهودات التي قام بها في هذا الإطار لكن دون جدوى ،حيث لم يترك أية جهة إلا و أودع لديها ملفا بما في ذلك بلدية باب الزوار و التي قامت بإرسال المساعدة الاجتماعية التي عاينت المكان ووقفت على حجم المعاناة التي يتخبط فيها إلا أن لا جديد يذكر، كما قام من جهة أخرى –يقول – بوضع ملف لدى وكالة عدل وذلك سنة 2002 و لم يتحصل لحد اليوم و بعد مرور سبع سنوات على سكن، إضافة الى مساعي أخرى قام بها كوضع ملف للسكن التساهمي سنة 2004 ، وعلى مستوى الصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية في 2005 . هذا المواطن يأمل بأن يجد نداءه آذانا صاغية لدى الجهات المعنية، لتستقر حياته في منزل يجمعه رفقة أبنائه الثلاثة وتنتهي المشاكل والأزمات الاجتماعية المترتبة عن هذا الوضع، والتي تؤثر على استقرار الأسرة ولأن غلاء الأسعار لم يعد يتيح للمواطن المحدود الدخل شراء أو استئجار منزل فإن هذا المواطن المتقاعد لا يملك المال الكافي لشراء شقة أو استئجارها، وعليه فهو في انتظار تحرك المسؤولين لانتشاله من هذا القبو، وهو الذي ضحى شقيقيه بنفسيهما من أجل تحرير هذا الوطن من الاستعمار .