ينظم نهار اليوم طلبة العلوم الطبية تجمعا حاشدا بمقر إدارة كلية الطب في "لابيرين" بالعاصمة، للتعبير عن غضبهم الشديد، وقلقهم المتفاقم من الوضعية الصعبة التي وضعهم فيها أساتذة العلوم الطبية بسبب مقاطعتهم اللامنتهية للامتحانات ، التي يخوضونها منذ عدة أشهر، وهي الحالة التي أفقدت صبر الطلبة، وحتمت عليهم أن يقولوا للأساتذة المضربين ووزارة التعليم العالي في آخر منشور إعلامي أصدروه: "نفد صبرنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي". يتجمع نهار اليوم طلبة العلوم الطبية في مقر كلية الطب ب "لابيرين" بالعاصمة، من أجل التعبير بقوة وشدة عن غضبهم وقلقهم الشديد من الوضعية الصعبة والمعقدة، التي وضعهم فيها الإضراب المتواصل، الذي يخوضه الأساتذة والأساتذة المساعدون و"الدوسانت" في العلوم الطبية منذ بداية الثلاثي الثاني في السنة الجامعية الجارية. طلبة الطب، والصيدلة، وجراحة الأسنان أكدوا جميعهم أن وضعهم مع الامتحانات التي تأجلت أعداد كبيرة منها حتى الآن، هي وضعية صعبة ومعقدة، وفي تفاقم متواصل، وكلما تواصل الإضراب كلما أحسوا أكثر بخطورة هذا الوضع. طلبة العلوم الطبية ذاقوا ذرعا من هذا الوضع، وتأكد لهم بما لا يدع مجالا للشك أنهم هم الضحية الأولى والأخيرة فيه، فلا الأساتذة المصرون على التمسك بمطالبهم ومواصلة الإضراب سوف يلحقهم الضرر، ولا الوصاية التي تعد بالحلول، ولم توف بها حتى الآن. طلبة العلوم الطبية ضجروا من هذا الوضع المفروض عليهم، وينتظر أن يقولوا فيه نهار اليوم للطرفين على حد سواء كفى من هذا الإضراب الذي هو على حساب مستقبلنا، ونطالبكم اليوم بتحمل مسؤولياتكم، في تدارس الأمر فيما بينكم، لأننا أمام خطر سنة بيضاء، وحتى وإن لم يحصل ذلك، فإننا حسب ما قالته وزارة التعليم العالي قبل يومين أمام تمديد غير مبرر للسنة الجامعية ، التي من المفروض أن ننتهي منها في وقتها، وفي كلتا الحالتين ما هو مطروح كحل لما نحن فيه هو على حساب عطلتنا الصيفية التي هي ضرورية لكل الطلبة في العالم. وللتذكير، فإن وزارة التعليم العالي أعطت تعليمات لرؤساء وعمداء الجامعات وكليات الطب، تأمرها فيها بدراسة الوضع المحلي المسجل لديها، والاتفاق مع الطلبة والأساتذة إذا أمكن من أجل تحديد الدروس التي يمكن استدراكها، وتنظيم الامتحانات فيها، وإذا ما تعثرت الأمور، وامتنع الأساتذة عن إجراء الامتحانات، فإن وزارة التعليم العالي وفق ما جاء على لسان نور الدين خرايفية المكلف بالإعلام في الوزارة مستعدة لتمديد السنة الجامعية لأسبوعين أو أكثر، لضمان استدراك الامتحانات، وإذا اقتضى الأمر، سيتم تأجيل الامتحانات وتمديد فترتها حسب ما تقتضيه ظروف كل جامعة. هذه المستجدات المعبر عنها من قبل وزارة التعليم العالي بشأن إجراء الامتحانات، سوف تكون محل تدخلات الطلبة في تجمع نهار اليوم، ومؤكد أنهم سوف يتخذون موقفا واضحا وصريحا منها، وفي كل الأحوال، فإنهم سوف يحملون أساتذتهم والوصاية مع كامل السلطات العمومية المعنية مسؤولية تفاقم الوضع الذي هم فيه الآن، وقد كان من الواجب تداركه قبل هذا التاريخ، عن طريق فتح حوار متواصل، مسؤول، وشفاف، تلبى بموجبه المطالب المرفوعة، وترجأ البقية إلى وقت لاحق إن تعذر البث فيها، وكل هذا يتم عن طريق اتفاقات محددة ومسؤولة. طلبة العلوم الطبية بأصنافهم الثلاث، أعلنوا من الآن عن الصعوبات الكبيرة، شبه المستعصية التي تعترضهم في إعادة تحديد رزنامة الامتحانات، وخطر السنة الجامعية البيضاء التي تزيد من تفاقم الوضع، ومن أجل ذلك أكدوا للعام والخاص، أنهم أمام هذا الوضع المتفاقم يوما بعد يوم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيدافعون عن مستقبلهم، ويعبرون بقوة وبشدة عن موقفهم مما يجري بين الأساتذة والوزارة، ومعها بقية السلطات العمومية المعنية الأخرى. ونظرا لحالة القلق والغضب التي يوجد عليها طلبة العلوم الطبية، فإنهم من الآن وخوفا من انفلات الوضع، فإنهم ومن خلال نص المنشور المشار إليه،أظهروا حرصا كبيرا من الآن، على أن يجري هذا التجمع في هدوء سلمي تام، بكلية الطب في العاصمة، ويكون خاصا بالتعبير عن حالة القلق والغضب التي تساور الطلبة، وتدفعهم للبحث عن أنجع السبل لمحاولة حلحلة الموقف الراهن، وإيجاد المخرج المناسب، وسينظم التجمع مثلما قال المنشور في كنف الهدوء، ولن يسعى الطلبة من وراء هذا إلى إحداث أية مواجهة مع أي كان، لأن دافعهم الوحيد مثلما واصل المنشور هو من أجل الدفاع عن حقهم، وقد اشترط المنشور على كل الطلبة ارتداء مآزرهم البيضاء احتراما للمهنة الطب النبيلة التي يسعون إلى بلوغها.