لم يكن سؤاليا وجوديا محيّرا حتى يحتاج الجواب إلى التوسّل بفيلسوف مثل ابن رشد باحث عن التواصل بين الحكمة والشريعة فيعاقب بحرق كتبه..! كان سؤالا بريئا أملته اللحظة على طفل في العاشرة من عمره جهر بما حيّره وقال لأمه: مرّت اللحظات بسرعة غطّت عليها ابتسامة باردة من أمه التي قالت بسرعة: من عند ربّي.. ردّ الولد بسرعة البديهة: بصّح كيفاش..؟ بدا على أمّه القلق وأجابت كأنها تتخلّص من حرج ابنها: من علاقة الزواج يا وليدي.. لم يشبع الجواب فضوله الجائع وقال: وعلاه، الأولاد يجيو غير من علاقة الزواج..؟ انفعلت الأم واختارت أن تغيّر الموضوع وتلفت انتباه ابنها إلى شيء آخر عسى أن ينسى.. عندما كان لقائي بها في مناسبة خاصة عبّرت عن حيرتها لي وقلتُ لها جادا: بئس جوابك..أنت أم متعلمة ترتدين ثوب جدّتك في الألفية الثالثة، مثلك مثل كثير من الأمهات والآباء في هذا البلد، تفرّين من سؤال الجواب عليه حقّ من حقوق الطفل..؟ تنكّرت لي، وبدا حرجها من كلامي وقالت: ماذا كنتُ سأقول له؟ قلت بسرعة: قولي له لقد جئت من علاقة شرعية بينك وبين أبيه هي الزواج وعلاقة طبيعية بينكما هي الجنس..! ثارت بسرعة هائلة: هبلت..كيف أقول له ذلك؟ أجبتها: المعرفة الصحيحة واجبة، وإذا لم تعطه إياها سيأخذها من الشارع محرّفة.. أما بعد: أرحموا أولادكم من المعرفة الجنسية المشوّهة والمنحرفة التي يأخذونها من الشارع.. أرحموهم حتى يكبروا أسوياء..!