فند المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية في العالم العربي، مارتن داي، أن يكون النزاع حول الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب وأكد أن بريطانيا تساند حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، وتحفظ عن دعم المقترح المغربي القائم على فكرة "الحكم الذاتي"، حيث أشار في المقابل إلى مبادرة البوليساريو، قائلا "نحن نأخذ ما هو أفضل من هذه المقترحات في الحسبان"، وفي سياق منفصل نفى داي وجود وساطة بريطانية لتطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب. فند المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية في العالم العربي، مارتن داي بطريقة غير مباشرة أن يكون الصراع الصحراوي محصورا بين الجزائر والمغرب كما تدعيه السلطات المغربية، ورد على سؤال حول "الموقف البريطاني من نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر" لصحيفة المساء المغربية، قائلا إن بريطانيا تساند الجهود المبذولة من قبل منظمة الأممالمتحدة"، كما رحب بتعيين المبعوث الخاص للامين الأممي الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس الذي عين في جانفي الفارط خلفا للهولندي بيتر فان فالسوم ، معربا عن أمله أن تكلل جهوده بإعادة تفعيل المفاوضات بين المغرب والبوليساريو من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من الطرفين، حل ينص على حق تقرير المصير للشعب الصحراوي على حد تعبيره، مشددا على ضرورة إيجاد تسوية نهائية لهذا الصراع تحت مظلة الأممالمتحدة، ليتعهد برعاية الجهود الأممية . واعتبر المسؤول البريطاني الذي قام بزيارة إلى المغرب الأسبوع الفارط أن المقترح المغربي القائم على فكرة "الحكم الذاتي" واحد من مقترحات أخرى، ونحن نرحب بكل هذه المقترحات، ليذكر بأن جبهة البوليساريو طرحت من جانبها مبادرة أخرى لحل النزاع الصحراوي الذي يدخل عامه ال34، قائلا "نحن نأخذ ما هو أفضل من هذه المقترحات في الحسبان". ولم يحدد داي أي تاريخ لزيارة الجزائر وأضاف "ليست لدي أي خطة لزيارة الجزائر حاليا" بعدما أكد أنه سوف يقوم بزيارة كل البلدان العربية في المنطقة. ونفى المتحدث باسم الحكومة البريطانية وجود أي وساطة لتطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب المتميزة بفتور لافت منذ1994 في أعقاب أحداث فندق "أسني" بمراكش حين اتهمت السلطات المغربية نظيرتها الجزائرية بالتورط في العملية الإرهابية التي استهدفت الفندق رغم أن التحقيقات أسفرت فيما بعد عن عدم ضلوع الجزائر فيها وهرولت المملكة إلى فرض التأشيرة على الجزائريين دون استشارة الجانب الجزائري وهو ما يعد اهانة حسب الأعراف الدبلوماسية، إلا انه أكد أنه يرحب بالجهود التي تسعى إلى إعادة المياه إلى مجاريها بين الجارين. وفسر تواضع الحضور البريطاني في المنطقة المغاربية مقارنة بالدورين الفرنسي والأمريكي بالعلاقات التاريخية وقال إن الإمبراطورية البريطانية لم تكن تحتوي أو تضم بلدان المغرب العربي عكس فرنسا، ليشير إلى تواجد بريطانيا في كل دول المنطقة عبر سفاراتها وشركات عديدة جاءت للبلدان المغاربية بهدف الاستثمار، مضيفا أن بلاده تسعى لتأسيس قاعدة للتعاون والوجود البريطاني الثقافي والاقتصادي والتجاري في هذه البلدان.