ليس المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين الذي التأم شمله أمس بالعاصمة التركية إلاّ قطرة في بحر الواجب فعله تجاه القضية المركزية للعرب والمسلمين. إن ما يقوم به الصهاينة من تهويد للقدس واعتداء صارخ على المقدسات والحصار والقمع وجدار الفصل العنصري والتنكّر لحقوق أصحاب الأرض..كلها تفضح الوجه البائس للنظام الدولي ولازدواجية المعايير الذي ترعاه الدول الكبرى. الواجب أن تتحول نصرة فلسطين إلى نصرة واجبة وبجميع أشكال المقاومة لا أن تظل نصرة تطوعية مثلما قال العلامة يوسف القرضاوي، والنصرة الواجبة هذه تبقي فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى والقضية الدولية الأولى والأكثر أهمية باعتبارها قضية إنسانية وتتعلّق بحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وبناء دولته وعاصمتها القدس رغم أنف نتنياهو، وبما فيها عودة اللاجئين. أن تبقى فلسطين قضية أولى يعني أن لا يقع العرب في المخطط الإسرائيلي الذي يجعل إيران الخطر الأكبر على المنطقة بدل إسرائيل.. أن تبقى فلسطين قضية أولى يعني أن يتوحّد الفلسطينيون تحت كلمة واحدة وأن يطوّر النظام العربي الرسمي والشعبي كافة أشكال المقاومة وعلى جميع المستويات. أن تبقى فلسطين كذلك يعني أن يقوم العلماء والجمعيات ومختلف الهيئات بإبداع أشكال نصرة فلسطين ومواجهة مخططات تهويد القدس وانتكهاك المسجد الأقصى مثلما يريدها المشروع الصهيوني من خلال تهجير وطرد السكان وبناء المزيد من المستوطنات بقضم أراضي الضفة الغربية. إن البداية بتوجيه حركة الوعي لدى الجماهير، وبتنفيذ مشروعات النصرة مادية وبشرية وأدبية إضافة إلى الضغط على الهيئات والمؤسسات الرسمية الضعيفة مثل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وباقي المرجعيات الروحية والدينية والفكرية. على العلماء أن يقولوا للناس ماهي أشكال النصرة الواجبة للقدس وفلسطين عموما، ولا يمكن للخطابات والمؤتمرات أن تفعل الكثير بعدما خبرناها مع مؤتمرات القادة العرب.. ليس المؤتمر العالمي بتركيا لنصرة فلسطين إلاّ أحد أبسط أشكال النصرة، أما النصرة الواجبة فلها أشكالها ومستوياتها وما على العلماء الصامتون اليوم إلاّ أن يخرجوا ينهضوا من سباتهم لأن الاحتلال لا ينام أبدا..! "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". قرآن كريم