دخل أول أمس وفاق سطيف التاريخَ العربي من أوسع أبوابه باحتفاظه بلقب رابطة أبطال العرب عقب فوزه على ضيفه الوداد البيضاوي المغربي بهدف دون رد سجله عبد الملك زياية في الدقيقة ال29 في إياب اللقاء النهائي الذي جرى بملعب مصطفى تشاكر وسط مدرجات مكتظة عن آخرها وبحضور رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم والهاشمي جيار وزير الشباب والرياضة وعدة مسؤولين في الفاف والاتحاد العربي. وشهدت المباراة أحداث شغب منذ الدقيقة الأولى حيث اضطر حكم اللقاء الكويتي سعد كميل إلى إيقاف اللعب لمدة 5 دقائق بعد رشق الجماهير السطايفية لكرسي احتياط الوداد البيضاوي بشتى المقذوفات من قارورات بلاستيكية وأشياء أخرى على خلفية وضع العلم المغربي فوق الجناح المخصص للمغاربة وسط مهزلة حقيقة تابعها الملايين من العرب على المباشر وتحت أعين بلخادم،جيار،حداج وكل من عثمان السعد و راوراوة ممثلي الاتحاد العربي.ولم يقتصر العنف على الجماهير فقط إذ امتد إلى اللاعبين لولا تدخل بعض العقلاء من الجانبين مما كان يوحي أن الخشونة والاندفاع سيكونان حاضرين بقوة فوق أرضية الميدان وهو ما تأكد بالفعل مع مرور الدقائق.ودخل الوداد البيضاوي المباراة مهاجما أملا في تعويض خسارته ذهابا وأتيحت بعض الفرص السانحة للتهديف على غرار كرة منصور في الدقيقة ال18 الذي كاد يباغت حجاوي في حين اعتمد وفاق على الهجمات المعاكسة بفضل سرعة ريمي اديكو وجوفري سيريدي وحاج عيسى ونجح زياية في استغلال كرة على طبق من صانع الألعاب و"باجيو العرب" وسددها أرضية على يسار الحارس المغربي فكروش (د29).هذا الهدف ألهب مدرجات ملعب مصطفى تشاكر على وقع الألعاب النارية والمفرقعات، رد فعل ذوي الزي الأحمر والأبيض كان سريعا وضيع بيضوضان هدفا محققا بعد خروجه وجها لوجه مع حجاوي (د31).في الشوط الثاني دفع مدرب الوداد الأرجنتيني أوسكار فولون بكل من عبد الرحيم سعيدي وعبد الرزاق سقيم لتعزيز خط الهجوم وسيطر الوداد على بداية الشوط الثاني وهدد مرمى الوفاق بأكثر من كرة خطرة وفي الدقيقة ال55 تمكن هشام جويعة من هز شباك سمير حجاوي برأسه لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل. وفي غمرة اندفاع الوداد نحو المناطق الهجومية اعتمد الوفاق على الهجمات المرتدة وكاد أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 81 عن طريق حاج عيسى الذي تبادل الكرة مع أديكو ليجد نفسه في مواجهة الحارس لكن الكرة مرت جانبية على مرمى فكروش وكاد زياية أن يعزز الفارق في الدقيقة ال85. لولا يقظة الحارس المغربي، ليعلن الحكم الكويتي عن نهاية المواجهة بتتويج مستحق لأبناء عين الفوارة وسط فرحة عارمة وجنونية فوق أرضية الميدان وفي المدرجات وفي كل أرجاء الوطن ....لقد كان بحق وفاق الجزائر الذي رفع الراية الوطنية عاليا للمرة الثانية على التوالي.