فتحت مصالح الدرك الوطني بولاية الجلفة تحقيقا بأمر من وكيل الجمهورية بمحكمة مسعد في قضايا استنزاف العقار ببلدية مسعد والتجاوزات والخروقات الحاصلة، الأمر الذي رهن العديد من مشاريع الدولة وكان وراء رفع عشرات القضايا على مستوى العدالة. تباشر مصالح الدرك الوطني ببلدية مسعد حسب ما أوردته مصادر مطلعة ل"صوت الأحرار"، تحقيقا معمقا على مستوى الوكالة العقارية من خلال الاستماع واستدعاء إطارات الوكالة بعد أن أضحت قضايا العقار بذات البلدية حديث الشارع واستنزافه على المباشر لا يخضع لأي ضوابط أو قوانين، وتشير مصادر متابعة للملف بأن محكمة مسعد تشهد العشرات من الدعاوى القضائية المرفوعة في هذا الشأن سواء بين الأشخاص أو بين مؤسسات عمومية وأشخاص. وأضافت مصادرنا بأن هذا الوضع رهن العشرات من مشاريع الدولة التي لا تزال مجرد حبر على ورق على إثر انعدام العقار لتجسيدها وهو ما كان وراء رفع دعوى قضائية من أجل استرداد هذا العقار، ومن بين المشاريع التي لا تزال حبيسة هذا الصراع المندلع جراء التصرف العشوائي في عقار البلدية، مشروع الطريق الرابط ما بين طريق تقرت ومدخل المدينة الذي لا يزال يراوح مكانه بعد ظهور ملاك بعقود حيازة التي من المفروض أن يمر منها هذا الطريق، ونفس الأمر مع مشروع حديقة عمومية بحي القدس الذي توقفت به الأشغال بعد ظهور ملاك يدعون الحيازة، زيادة على تأجيل مشاريع سكنية لا تزال على الورق جراء هذه الوضعية الكارثية، كما لا يزال مشروع محطة البنزين على مستوى طريق تقرت مؤجلا لنفس السبب، إضافة إلى التصرف في عقارات كانت أصلا موجهة لمشاريع الدولة لتستفيد منها أطراف معينة ويتم تغيير وجهتها بالكامل إلى ملكية خاصة. التحقيق الذي تباشره مصالح الدرك الوطني لا يزال متواصلا والاستماع لإطارات الوكالة العقارية امتد إلى مسؤولين سابقين ومن المفروض أن يمس رؤساء بلديات سابقين أيضا ساهموا في الوصول إلى هذا الوضع، وتشير معلومات إلى أن التحقيق تطرق أيضا إلى تعدد الاستفادات بعد ظهور أكثر من مالك لعقار واحد ولكل واحد حيازة خاصة الأمر الذي كان وراء رفع دعوى قضائية أمام العدالة ودخول عشرات الأفراد في صراعات مفتوحة وهو ما يرسم صورة واضحة وجلية عن حجم التلاعب والتجاوزات الحاصلة في عقار البلدية والفوضى السائدة على مستوى الوكالة العقارية بمسعد، وتشير مصادر مطلعة إلى أن تحقيقات مصالح الدرك الوطني تكون قد وصلت إلى نتائج كارثية وتلاعبات من الحجم الكبير مست عقار البلدية.