أفادت مصادر مطلعة من مبنى وزارة الثقافة ل "الأمة العربية"، أن الوزارة في ريبة من أمرها بشأن اتخاذها القرار النهائي الخاص بالحفريات الأثرية الإنقاذية التي تمت بساحة الشهداء، إذ يجرى حاليا تدارس إحتمالات توقيف مشروع توسيع ميترو الجزائر الممتد بين ساحة الشهداء وساحة الأمير نهائيا أو مؤقتا، أو تغيير مساره بتحويله لورشة مفتوحة، وإما أن يتم أخذ الآثار المكتشفة ووضعها في متحف. وذكرت الباحثة في علم الآثار، لعزيزي عتيق رفيقة، أنه لحد الآن لم تحدد بعد الجهات الوصية على القطاع مصير المشروع، رغم أن النتائج المترتبة عن الحفريات أكدت وجود دلائل مدينة أثرية تعود إلى العهد الروماني، وتحمل معالم تاريخ مدينة الجزائر العريقة، مبرزة من جهة أخرى أن الآثار المتنوعة المعثور عليها هي محل دراسة من قبل العلماء الباحثين الجزائريين في صيانة وترميم الآثار، بما تشمله من القطع والتشكيلات الفيسيفسائية والتي لم يتم لحد الآن استخراجها كليا، والمسكوكات التي يعود تاريخها إلى العهدين العثماني والروماني، وأخرى يفترض أن تعود للعهد الإسلامي ويتم التركيز عليها لمعرفة إن كانت موجودة إلى فترة ما قبل التواجد، وهل هي طبقة للآثار النوميدية أم الفينيقية، أم الإغريقية، وهذا ما لم يتم التأكد منه بعد. وفيما يخص التحف الأثرية، إن تم استخراجها كلية، قالت لعزيزي رفيقة إن الكثير من الدلائل أبرزت أنه كان هناك سوق يمتد إلى القصبة العليا يعود للفترة العثمانية، بالإضافة إلى مقبرة وكنيسة من الأرجح أن تعود إلى العهد الروماني، وكذا مخازن للمياه تعد بمثابة آثار تعود للفترة الفرنسية، إلا أن الكثير منها لم يستطع استخراجها نظرا للتصدعات المهددة بالسقوط والتأكل جراء الماء والرطوبة، ما تسبب في إتلاف ديكور معماري فريد.