تبعا لعملية الحفر والتنقيب الجارية بساحة الشهداء، سيتم إنشاء متحف فوق محطة الميترو، على عمق تسعة أمتار، يضم كل الآثار والتحف المتعلقة بالحضارات المتعاقبة على الجزائر والتي وجدت في منطقة الحفر الخاصة بإنجاز هذه المحطة، هذا حسب تصريح السيد عبد الوهاب زكاغ مدير الوكالة الوطنية لتسيير واستغلال الممتلكات المحمية، للصحافة على هامش افتتاح شهر التراث أمس الأول بقصر عزيزة بالقصبة. السيد زكاغ اكد، أن عملية الحفر التي تمس قلب ساحة الشهداء تدخل ضمن المخطط الدائم للقصبة، موضحا انه تم الاتفاق مع مسؤولي مشروع الميترو (الذي سيخصص له مسلك من ساحة الشهداء الى باب الوادي وربما سيواصل مسيرته الى غاية شوفالي)، على وضع السكك الخاصة بالميترو على عمق 13مترا حتى يتم الحفاظ على الآثار والتحف الموجودة هناك. وفي هذا السياق قال المتحدث أن العملية التي قد تستمر لمدة 22 شهرا على اقل تقدير، ستمّكن مستعمليّ الميترو من الاحتكاك بتاريخ بلده العميق من خلال آثار تعود الى ألفيّ سنة وتمس كل الحضارات التي مرت على الجزائر، مضيفا انه سيتم الاعتماد على طريقتين في إنشاء هذا المتحف وهما: الطريقة الايطالية التي تقضي بترك التحف في مكانها والثانية يونانية وتقضي بتصوير التحف ومن ثم نزعها من مكانها الى غاية اتمام عملية وضع سكك الميترو. وأكد زكاغ ان إنشاء متحف فوق الميترو في قلب القصبة هو الحل الوحيد لإنقاذ ذاكرة تاريخية أكيدة للجزائر علاوة على أنها عملية تمت في أكثر من دولة أوروبية ومن بينها ايطاليا، بالمقابل تحدث زكاغ الذي كان مسؤولا عن المخطط الدائم للقصبة سنة 2007 بالإضافة إلى عدة ترميمات تخص قصور العاصمة عن حال القصبة فقال انه تم الانتهاء من الأشغال الاستعجالية حول القصبة والدراسات المختلفة الخاصة بهذه المنطقة والتي استغرقت ثلاث سنوات. أما عن القيمة المالية لهذه المراحل من المخطط والتي تسبق مرحلة الترميم فقد قدرت ب 68 مليار سنتيم وغطت بدورها 450 مسكنا من بينها 60 مسكنا رفض مالكوها ان تتم دراستها، في حين ستستغرق عملية ترميم القصبة أكثر من عشر سنوات حسب نفس المصدر. وقال زكاغ انه تم وضع إجراء تنظيمي يخص القصبة وهو الآن بين يديّ الوزارة المعنية وينص على عدم السماح لمالكي البيوت بالقصبة بإدخال تغييرات عليها إلا بعد معاينتها من طرف الوكالة الوطنية لتسيير واستغلال الممتلكات المحمية وهذا حتى يتم الحفاظ على الطابع العمراني للمدينة. وعن شعار شهر التراث الذي سيتواصل الى غاية 18ماي المقبل والذي يربط التراث الثقافي بالهوية، قال المتحدث انه يوّجه المواطن الجزائري نحو التعرف على هويته وكل حقبة تاريخية عاشها البلد، مضيفا ان الاهتمام بالتراث لا يجب ان يكون فقط في هذه الفترة بل يجب ان يكون طيلة السنة. من جهته قال السيد محمد بن مدور، المكلف بالاتصال بالوكالة، انها سطرت برنامجا ثريا في العاصمة وفي الولايات الأخرى احتفالا بشهر التراث، ومن بينها معرضان الأول حول القصبة العتيقة والثاني حول الحفريات بساحة الشهداء، يضمان لافتات توضح العمليات التي تمس هاتين المنطقتين، مضيفا انه تم اكتشاف كنيسة قديمة تعد الثانية بالمنطقة خلال عملية الحفر بساحة الشهداء.