صرح مدير حفظ التراث الثقافي وترميمه بوزارة الثقافة، السيد مراد بوتفليقة، في حوار خصّ به "الأمة العربية"، أن محطة توسيع شبكة ميترو الجزائر بساحة الشهداء بعد أن عرفت توقفا مؤقتا، لخضوع المشروع لدراسة تمهيدية، ستستأنف أشغال الحفرية الأثرية العامة خلال شهري مارس وأوت من هذه السنة، على مساحة إجمالية تقدر ب 1500 متر مربع، ليشرع بعدها في استكمال العمل التقني لمؤسسة ميترو الجزائر، مذكرا أن الوزارة في مجال تعاون دائم وشراكة مع ميترو الجزائر لتفعيل الهدف الإستراتيجي، وهو فتح متحف يبرز آثار مدينة الجزائر القديمة. وأرجع محدثنا تأخر التقرير النهائي الخاص بمواصلة أشغال توسيع ميترو الجزائر الممتد بين ساحة الشهداء وساحة الأمير من جهة، والحفاظ على المعالم الأثرية من جهة أخرى، لغياب كوادر جزائرية مختصة في علم الآثار الوقائي، ما استدعى الاستناد إلى خبراء فرنسيين في المجال، لتدارس رفقة المختصين الجزائريين بفرنسا الطريقة الأجدى والمثلى للعمل على حماية الآثار التي وجدت أثناء الحفريات الإنقاذية الأولى الخاصة بالسبر التقييمي، خلال شهري جويلية وأوت من العام الفارط، والتي على إثرها اكتشفت دلائل مدينة الجزائر العريقة. وأضاف مراد أن محطة الميترو المزمع إنشاؤها بساحة الشهداء، لن تكون كباقي المحطات، حيث سيميزها شكلها المعماري الهندسي الذي يراعي الآثار الموجودة على سطح الساحة، وكذا المقاييس العالمية المعمول بها في محطات الميترو، حتى يتسنى للمسافر التمتع بمشاهدة كل المعالم الأثرية عند مروره من السطح إلى مستوى الرصيف. مؤكدا في ذات الوقت، أنه قد تم اتفاق بين مؤسسة ميترو الجزائر ووزارة الثقافة مع شركة برتغالية للشروع في إنجاز المشروع الهندسي للمحطة الرئيسية لساحة الشهداء، وهذا بعد أن وقّعت الشركة على دفتر الشروط الذي يراعي المحافظة على المعالم الأثرية، ويتطلب الخبرة في إنجاز الميترو. ومما ينبغي الإشارة إليه، وحسب المصدر ذاته، فالحفرية الشاملة ستتم بمشاركة 15 مختصا من الجانب الجزائري و6 خبراء فرنسيين في علم الآثار الوقائي، كما لا ينفي ضرورة الاستفادة والاعتماد على خبرات يونانية كما صرح في وقت سابق وكذا مختصين من إيطاليا، إنجلترا وأمريكا، من أجل بلورة المشروع النهائي لبناء متحف ساحة الشهداء الأثرية. وعلى صعيد آخر، وبشأن الآثار المتنوعة المعثور عليها، كشف مراد بوتفليقة أنها تخضع حاليا لعملية تأريخ الطبقات الأثرية من قبل الباحثين الجزائريين، بما تشمله من التشكيلات الفيسيفسائية التي يتم تدارسها بمتحف شرشال، والمسكوكات التي يعود تاريخها إلى العهد العثماني، الروماني، وأخرى يفترض أن تعود للعهد الإسلامي، ويتم التركيز عليها لمعرفة إن كانت موجودة إلى فترة ما قبل التواجد. فيما سيتم إخضاع القطع النقدية للدراسة من قبل المتحف الوطني للآثار القديمة، لتنطلق بعدها برامج صيانة وترميم هذه الآثار، لضمها مستقبلا للمتاحف الموجودة على مستوى الجزائر العاصمة. أما فيما يخص الهياكل الموجودة، قال المتحدث إن تدابير تقنية ستتخذ بشأنها من أجل نقلها مؤقتا من الموقع الموجودة فيه، وكذا العمل على تهيئتها، وذلك قصد فتح المجال أمام مؤسسة ميترو الجزائر للقيام بعملها التقني. وبعد الإنتهاء من أعمال المحطة، يتم إرجاعها إلى مكانها الأصلي، تماشيا والمسار الذي حددته شركة الميترو.