فنّد وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد، بشكل قطعي، ورود أي خطأ في مادة الرياضيات شعبة اقتصاد وتسيير من امتحانات البكالوريا، وقال إن الأمر يتعلق بتعديل طفيف طرأ على السؤال قبل بداية الامتحان، يأتي ذلك في وقت عاش فيه أمس ممتحنو شعبة علوم الطبيعة والحياة مجدّدا حالة من الهستيريا والارتباك بعد اكتشاف الطلبة ل "خطأ" في أسئلة مادة العلوم تضاربت أراء الأساتذة بشأن صحته. استغل وزير التربية الزيارة التي قام بها أمس إلى ولاية تيزي وزو في ثالث أيام إجراء امتحانات شهادة البكالوريا، ليؤكد في تصريح للصحفيين أنه لا وجود لخطأ في سؤال مادة الرياضيات، بل إن الأمر يتعلق بحسب تقديره ب "هفوة صغيرة تم بموجبها وضع حرف "أف" كبير عوض حرف "أف" صغير في كتابة رمز الدالة"، وحرص بالمناسبة على طمأنة المعنيين بتصحيح هذه الهفوة التي لم تكن لديها أية تداعيات على سير الامتحان المعني، وبهذا يكون الوزير قد فند ما تم تداوله حول وجود خطأ في سؤال هذه المادة، قائلا: "لا يجب أن نصنع من الحبة قبة". واستنادا إلى تصريحات وزير التربية الوطنية فإنه بعد نصف ساعة من بداية إجراء امتحان مادة الرياضيات تم الاتصال بجميع مراكز الامتحانات عبر القطر الوطني لتصحيح ترميز الدالة، مؤكدا أن الأساتذة لم يتلقوا أي شكاوي من الطلبة مثلما تداولته الصحف وإنما الأمر يتعلق حسبه بزوبعة إعلامية أرادت بعض الجرائد إثارتها. كما أوضح بن بوزيد بشأن تصحيح أوراق الامتحانات أنه سيعطى الوقت الضروري لهذه العملية، مشيرا إلى أنها ستستغرق ما بين 10 أيام إلى 15 يوما، كما اعتبر أن هذه المدة كافية لتقييم إجابات المترشحين وضمان تنقيط عادل لها، قبل أن يضيف مؤكدا بأن كل ورقة امتحان ستخضع لتصحيحين مختلفين وتصحيح ثالث عندما يكون هناك فارق بأكثر من 3 نقاط ما بين التصحيح الأول والتصحيح الثاني. وقد جاءت تطمينات الوزير موازاة مع كون تلاميذ البكالوريا شعبة علوم الطبيعة والحياة قد عاشوا أمس حالة من الخوف بعدما حامت شكوك بشأن ورود خطأ في سؤال بمادة العلوم الطبيعية، وهو الخطأ الذي تضاربت حوله أراء الأساتذة بحسب ما استقته "صوت الأحرار" من بعض مراكز الامتحان حيث علم أن التلاميذ سارعوا إلى إبلاغ الأساتذة المكلفين بالحراسة بوجود "خطأ" في التمرين الأول في مادة العلوم ضمن الجدول الذي قدم للمترشحين حول موضوع الوراثة. وبعد أن أبلغ المترشحون عبر عدد من الولايات الأساتذة بوجود هذا "الخطأ" قام الأساتذة بدورهم بإبلاغ رؤساء مراكز الامتحانات الذين سارعوا كذلك إلى إعلام مديريات التربية بذلك، ولكن على ما يبدو من تصريحات بعض الأساتذة الذين تحدثنا إليهم أن تلك المخاوف مبالغ فيها باعتبار عدم وجود أي خطأ على الإطلاق. للإشارة فإن وزير التربية الوطنية كان قد تنقل في زيارته أمس إلى تيزي وزو إلى مركز الامتحان مولود فرعون بمدينة تيزي وزو، حيث أشرف على فتح أظرفة مادة المحاسبة لشعبة التسيير والاقتصاد، كما تحدث إلى المترشحين الذين أوصاهم بالتمعن في قراءة الأسئلة قبل الإجابة عليها، وخلال معاينته لسير الامتحانات بثانوية سطامبولي بنفس المدينة، شدد على ضرورة توفير كل فرص النجاح للمترشحين. وحول الدخول المدرسي المقبل أشار بن بوزيد إلى إجراء جديد يتمثل في وضع برامج توقيت مرنة ومكيفة وفقا للبرامج الدراسية بحيث تم تكليف لجنة وطنية بوضع مقترحات في هذا الشأن، وعلى صعيد آخر، تحدث بن بوزيد عن توظيف مساعدين تربويين توكل إليهم مهمة السهر على أمن وسلامة تلاميذ المدارس، لافتا إلى أن محاربة العنف في الوسط المدرسي لا يجب أن تكون على عاتق المدرسة لوحدها فقط ولكنها مع الأولياء وكل شركاء المؤسسة التربوية.