كشفت مصادر مؤكّدة، لغز الاتّصالات المجهولة والبلاغات المتكرّرة حول رحلات "الحرقة" بعرض سواحل وهران، والتي تساعد مصالح حرس السواحل على إحباطها، حيث تبيّن أنّ عائلات "الحرّاقة" تقف وراء هذه البلاغات بغرض منعهم من خوض المغامرة الخطيرة، على غرار توقيف 33 شابّا زوال أوّل أمس، من بينهم فتاتان. تمكنّت أوّل أمس، مصالح حرس السواحل باستعمال ثلاثة سفن حربية من اعتراض طريق مركب "حرفي" بعرض سواحل وهران، على بعد 15 ميلا شمال شاطئ "رأس فلكون" بعين الترك، بناء على بلاغ من مجهول في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا إذ تلقّت مصالح حرس السواحل مكالمة تفيد بتوجّه مجموعة من الشباب في رحلة سريّة نحو السواحل الإسبانية، وبناء على ذلك تحرّكت ذات المصالح وقامت بتوقيف "الحرّاقة" الذين تبيّن أنّ عددهم 33، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و45 سنة، إلاّ أنّ اللافت للانتباه هو توقيف فتاتين ضمن هذه المجموعة إحداهما طالبة جامعية في ال 24 من العمر والثانية ماكثة بالبيت في ال 26، كما أنّه لأوّل مرّة يضبط هذا العدد الكبير من "الحرّاقة" على متن زورق حرفي يستخدم للصيد، والذي يعدّ غير مؤهّل لنقل الأشخاص، مع العلم كذلك أنّها ليست المرّة الأولى التي يتّم فيها توقيف فتيات ضمن المهاجرين السرّيين، منهنّ من تمكنّ من الإفلات والوصول إلى الأراضي الإسبانية، وتأتي هذه العملية بعد أقّل من أسبوعين من القبض على 19 مهاجرا سريّا بنفس المنطقة من بينهم ثلاثة طلبة جامعيين، وتوقيف أكثر من 80 شابّا خلال هذه الصائفة، دون التطرّق إلى القوارب التي فلتت من قبضة مصالح حرس السواحل، حسب ما يتداوله الشارع الوهراني والمقرّبون إلى "الحرّاقة"، وعلى غير المعتاد، أصبحت مصالح خفر السواحل تتلّقى مكالمات مجهولة يبلّغ فيها عن انطلاق الرحلات السريّة، حيث أشارت مصادرنا إلى أنّ عائلات "الحرّاقة" هي من يقف وراء هذه المكالمات، حيث تفضّل القبض عليهم وإيداعهم الحبس بدلا من خوض مغامرة مجهولة المصير، تنتهي غالبا بجثث مفقودة، إذ لا يزال البحث جاريا عن العشرات منهم، فضلا عن الجثث التي ألقت بها أمواج البحر في شواطئ متفرّقة، وتبعا لذلك، تسارع العائلات إلى الإبلاغ عن أبنائها والإدلاء بجميع المعلومات المتوافرة لديها بطريقة سريّة لإحباط هجرتهم، مع العلم كذلك أنّ أكثر "الحرّاقة" من القصّر والبالغين والفتيات لا يخطرون أوليائهم بأنّهم سيتوجّهون في رحلة سريّة نحو السواحل الإسبانية مخافة منعهم، كما أكّدت مصادرنا كذلك أنّ خلافات ما بين "الحرّاقة" كانت وراء الإبلاغ عنهم في بعض الحالات مثلما تمّ في عملية مؤخّرا، في الوقت الذي تكثّف مصالح خفر السواحل من دورياتها بالمياه الإقليمية موازاة مع دوريات مصالح الدرك بالشواطئ والغابات والجبال المجاورة، كما شدّدت مديرية الصيد البحري من جانبها إجراءات المراقبة على مراكب الصيد واستعمالاتها بعد تسجيل فقدان عدّة قوارب في ظروف مجهولة يرجّح أنّها تستعمل من قبل شبكات تهريب "الحرّاقة" التي تجني الملايين من وراء هذا النشاط.