قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استمرار ما وصفته ب"جرائم الاغتيال والاعتقال" في الضفة الغربية سيكون له انعكاساته الكبيرة على تقدم أو نجاح الحوار الوطني، وذلك في إشارة إلى وفاة أحد عناصر الحركة بأحد سجون السلطة في الضفة الغربية. واعتبرت الحركة أن حادثة وفاة هيثم عبد الله عمرو تشكل "ضربة للجهود المصرية"، وطالبت الحركة القيادة المصرية "بتحمل مسؤولياتها في كبح جماح الأجهزة الأمنية"، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث تجعل من التوصل لإبرام اتفاق "أمر بعيد المنال". وأكدت في بيانها أن عمرو كان "يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله" وأن موته ناتج عن "بشاعة التعذيب" الذي تعرض له خلال عملية التحقيق معه. وقالت "إن عجز الأطراف المعنية عن القيام بدورها في وقف هذه الجرائم يفرض على الحركة البحث في كل السبل والخيارات لحماية أبنائها في الضفة الغربية". وحملت حماس في بيانها على لسان متحدثين باسمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض مسؤولية مقتل عنصرها فجر أول أمس الاثنين بعد أربعة أيام من اعتقاله في سجن مخابرات السلطة في الخليل بالضفة الغربية. ومن ناحية ثانية طالب حزب الشعب الفلسطيني بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للكشف عن ظروف وفاة عمرو وتقديم المتسببين فيها لمحاكمة عادلة، محملاً في ذات الوقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن سلامة المحتجزين لديها. وأكد في بيان صدر أول أمس على إدانته ورفضه "المطلق للاعتقال السياسي والتعسفي للمواطنين وتعريض بعضهم للتعذيب"، داعيًّا كافة القوى السياسية ومنظمات حقوق الإنسان إلى "الوقوف بحزم في وجه هذه الممارسات". وكانت منظمات حقوقية فلسطينية قد طالبت السلطة الفلسطينية بالتحقيق في حادث وفاة عمرو حيث أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان له عن قلقه العميق من "تكرار هذه الجرائم" في ضوء عدم إعلان السلطة الفلسطينية عن نتائج أي تحقيقات أجرتها أو اتخاذ إجراءات قانونية بحق الضالعين فيها. وفي المقابل أعلن رئيس الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية أن وزير الداخلية سعيد أبو علي يشرف على تحقيقات لمعرفة ملابسات وفاة عمرو أثناء الاعتقال. وأوضح الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية العميد عدنان الضميري أنه تم تحويل الجثة إلى الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة. وأكد أن الأجهزة الأمنية تتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياة أي موقوف لديها، متعهدا بإعلان سبب الوفاة "كما هو وبكل أمانة" فور وصول تقرير الطب الشرعي. يشار إلى أن هيثم عمرو (33 عاما) عضو في الهيئة الإدارية بالجمعية الخيرية الإسلامية، ويعمل ممرضًا في عيادتين تابعتين لوزارة الصحة في قريتي بيت الروش الفوقا ودير العسل المتجاورتين، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.