التقى أمس في القاهرة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان وكبار المسؤولين الأمنيين. وتصدرت المباحثات تطورات الخلاف في الساحة الفلسطينية، ومصير الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بين الفصائل. وإضافة إلى مشعل، تشكل وفد حماس من كل من موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي ومحمد نصر ومحمود الزهار ونزار عوض الله أعضاء المكتب السياسي. وعكست الزيارة التي شارك فيها مشعل شخصيا لأول مرة منذ عدة شهور، حقيقة التوتر الذي يسود الأراضي الفلسطينية إثر مواجهات شهدتها مدينة قلقيلية بالضفة الغربية بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومقاومين من حماس. وأسفرت هذه المواجهات في يومين عن مقتل أربعة مسلحين من كتائب القسام التابعة لحماس، وأربعة عناصر أمن بالإضافة إلى مدني واحد. وقبل اللقاء، أعرب المتحدث باسم حماس عن رغبة الحركة في مساعدة مصر على إلزام السلطة الفلسطينية بوقف استهدافها لأنصار حماس في الضفة. وأضاف طاهر النونو "حماس رأت في اغتيال رجالها وحملة الاعتقالات المستمرة ضد أنصارها انتكاسة للحوار، ومحاولة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لتخريب جهود الوساطة المصرية". واتهمت حماس الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة تسيير الأعمال برئاسة سلام فياض باعتقال أحد قادتها السياسيين بالضفة وهو الأسير المحرر الشيخ تيسير عمران, مشيرة إلى مداهمة منزله مساء الاثنين. كما اتهمت الحركة الأجهزة الأمنية باعتقال الأكاديمي خضر سوندك المحاضر بجامعة النجاح وزوجة المهندس وجيه أبو عيدة، وزوجة القيادي الأسير بالسجون الإسرائيلية ماهر الخراز. وقالت أيضا إنها تنظر بخطورة للتصعيد في حملات الاعتقال، واعتبرت اعتقال القادة ومحاضري الجامعات وزوجات الأسرى والشهداء "مؤشرا على إفلاس غير أخلاقي وعقبة أمام الحوار". أما حركة التحرير الفلسطيني (فتح) فاتهمت قوات أمن الحكومة المقالة بقطاع غزة، باعتقال العشرات من أنصارها الأيام الأخيرة. وقال المتحدث باسم فتح بالضفة فهمي الزعارير إن 150 من أنصار حركته اعتقلوا السبت الماضي. وكان وفد فتح برئاسة أحمد قريع أجرى مباحثات مماثلة بمصر قبل يومين. وقال قريع إن القاهرة أبلغت حركته بأن السابع من الشهر المقبل سيشهد إبرام اتفاق المصالحة بحضور الفصائل الفلسطينية كافة، ولفت إلى أن مصر تبذل جهودها مع الجانبين معا (فتح وحماس) لإنجاح الحوار والتوصل إلى اتفاق.