أحصى الباحث والأستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام أحمد عظيمي وجود 6000 موقع أنترنت تابعة لتنظيمات إرهابية، لافتا إلى أن هذه الأخيرة في تزايد مستمر مما يتطلب وضع حد لها من خلال تحصين الأفراد بالوعي الكافي لتوفير الحماية من الأفكار المتطرفة التي تنشرها، وهي مسؤولية تتحملها كل من المدرسة، المسجد ووسائل الإعلام، وأضاف عظيمي أن الإرهاب الموسع في الجزائر قد انتهى، ولم يبق منه سوى بقايا جماعات إرهابية يمكن أن تختفي أو قد تتطور إذا لم يتم محاربتها بالشكل المطلوب. عدد أحمد عظيمي في محاضرة بعنوان "الإرهاب الالكتروني : القاعدة كنمودج" قدمها،أمس، لدى نزوله ضيفا على مركز "الشعب" للدراسات الاستراتيجية وجود 6000 موقعا لتنظيمات إرهابية لافتا إلى أن هذه المواقع آخذة في التوسع والتكاثر بشكل يدعو للقلق، إلا أن الخطورة الحقيقية تكمن في أنها باتتا تستقطب عددا أكبر من الشباب والمراهقين خاصة من ذوي التعليم المحدود. الندوة الفكرية التي أشرف على تقديمها الأستاذ أمحند برقوق، كانت فرصة لشرح آليات استغلال تنظيم القاعدة لهذه الوسيلة، وهو ما ركز عليه الأستاذ عظيمي الذي أكد أن الجماعات الإرهابية تستغل الشبكة العالمية للأنترنت للتنسيق بين مختلف خلاياها، ولتقديم دعاية تقوم على الضغط النفسي وتبرير العمليات الإرهابية وتجنب النقاش وعبادة الشخصية - وخاصة شخصية أسامة بن لادن- إلى جانب نشر الأوهام والخرافات وتضخيم الأحداث واختراع أخرى، وكذا تجريم الغرب واستغلال غرائز الشباب. وتحدث عظيمي عن بعض محتويات هذه المواقع ومنها "جهاد أكاديمي الذي يقدم الحياة اليومية للإرهابيين من الصباح إلى المساء، و"توب تان" الذي يقدم أفضل عشر عمليات إرهابية تم تنفيذها ... وغيرها . وعن تمويل الإرهاب الإلكتروني، أكد الباحث أن المواقع الإرهابية يتم إنتاجها من داخل دول أجنبية ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن التمويل لا يطرح إشكالية لأن الأنترنيت هي الوسيلة الأقل تكلفة في الاتصال بين مختلف الوسائل. وبعد أن لفت إلى خطورة المادة التي تقدمها هذه المواقع وتأثيراتها، دعا المتحدث إلى ضرورة إخضاع الإرهاب الإلكتروني إلى دراسات معمقة، وبما أن مفهوم الإرهاب مازال محل جدل على المستوى العالمي، فإنه ينبغي حسب عظيمي التفريق بين الإرهاب الإلكتروني والجهاد الإلكتروني، داعيا إلى تحديد مفهوم كل منهما. واقترح الباحث جملة من الآليات للتصدي لهذا الخطر، مؤكدا على أهمية التنسيق على مستوى منظمة الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حوار للأديان والحضارات من جهة، والتنسيق بين مختلف الأجهزة عبر العالم لحجب هذه المواقع. أما بالنسبة للجزائر، فقد شدد الأستاذ عظيمي على ضرورة إحداث تغيير شامل في برامج المدرسة الجزائرية لتفادي تخريج تلاميذ يسهل توجيههم نحو الإرهاب، وهذا من خلال خلق نوع من الوعي بين هؤلاء التلاميذ، وانتقد عظيمي في هذا الصدد المدرسة الجزائرية واصفا إياها بأنها تخرج أطفالا لهم ثقافة شفوية ويسهل التأثير عليهم. أما ثاني مؤسسة تحدث عنها عظيمي فهي المساجد التي قال إن الخطاب الذي تقدمه لا يزال متخلفا جدا وبعيدا كل البعد عن مختلف القضايا التي تحدث في عصرنا الحالي، كما حمل الباحث وسائل الإعلام المسؤولية أيضا داعيا إياها وخاصة التلفزيون إلى فتح النقاش حول هذه القضايا، حيث اعتبر أن تلفزيونا عموميا واحدا لا يمكن أن يملأ الفراغ الموجود. عظيمي أكد على هامش المحاضرة التي تكللت بنقاش عميق أثرى الأفكار التي جاءت في المحاضرة بالتأكيد أن الإرهاب الموسع الذي كان يضرب الجزائر قد انتهى، لكن أية دولة يمسها الإرهاب لا تشفى منه بسرعة، حيث تبقى هناك مجموعات إرهابية تنشط ، وهذ المجموعات قد تصغر إلى أن تندثر أو قد تكبر وتتطور إذا لم يتم إيجاد الحلول المناسبة للقضاء عليها، أما الأستاذ أمحند برقوق فقد تطرق خلال تدخل له إلى مفهوم المناعة المجتمعية التي أكد أنها أصبحت ضرورية للتصدي للسموم التي يبثها الإرهابيون.