ركز المحلل السياسي والعسكري الدكتور أحمد عظيمي أمس على ضرورة إعادة التفكير في تفعيل عمل كل من المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام الثقيلة لاجتثاث الإرهاب من جذوره، مشيرا إلى أن عملا كبيرا ما يزال مطلوبا من اجل النهوض بهذه المؤسسات الحساسة الثلاثة، في ظل شبه عجزها عن تأدية المهام المنوطة بها في المجتمع الجزائري، في ظل كشفه عن وجود أكثر من 6000 موقع للجماعات الإرهابية، قال المتحدث أنه درس 100 منها في انتظار استكماله للبحث يجريه في هذا الميدان. وكان مركز الشعب للدراسات السياسية والإستراتجية قد استضاف أمس الثلاثاء الأستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام والعقيد السابق في صفوف الجيش الوطني الشعبي الدكتور أحمد عظيمي والذي حاضر في موضوع ''الجريمة الالكترونية'' متخذا من إرهاب تنظيم القاعدة نموذجا لها، حيث ابرز في هذا المجال توضيح مفهوم هذه الجريمة التي تعمد إلى ممارسة العنف باستخدام الوسائل الالكترونية والتكنولوجية كما حدث في اعتداءات ال 09/11/.2001 وأكد عظيمي في هذا السياق أن تنظيم القاعدة يبقى أكثر المستفيدين في هذا الميدان، حيث استشهد بمقولة وزير الدفاع الأسبق الأمريكي دونالد رامسفيلد الذي اعترف بنجاح هذا التنظيم من الناحية الإعلامية، حيث سعت وما تزال هذه التنظيمات لبث الرسائل المشفرة، وتكوين أفرادها على صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، مستشهدا أيضا بمقولة الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري الذي أكد أن الحرب حرب أفكار وإعلام ويجب ربحها، مفيدا بان هذا التنظيم يعمل وفق 3 أجنحة هي العسكري والشرعي والجناح الإعلامي، الذي نجح بنجاح اختراق الانترنت للحدود الدولية. وبعد تشخيص مطول لقدرات هذا التنظيم الذي أصبح خصم للعديد من دول العالم، أكد المتحدث أن هذا التنظيم سيستمر في رسم إستراتيجيته، وأنه سيتدعم رابطا ذلك بالتطور الشديد في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، داعيا إلى عمل كبير يفترض أن تقوم به الأممالمتحدة من خلال الحث على مزيد من الحوار بين الحضارات، والنقاش بين الأديان، وضرورة العودة إلى تفعيل التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية. وشدد المتحدث على إعادة تفعيل دور المدرسة الأساسية من خلال الاعتماد على تهيئة الطفل، لإدراك الوقائع بدل الاعتماد على الحفظ، وغرس الأفكار الهامة فيه كتقديس الحياة، وكذلك من خلال إحداث برامج مفيدة، وفي النقطة الثانية ركز المتحدث على دور المسجد والتأخر الذي ما يزال حادث على مستواه بالاعتماد على طروحات وأفكار من الضروري إصلاحها، ليختتم هذه النقاط بدور وسائل الإعلام الثقيلة كالتلفزيون وضرورة انفتاحه على قضايا المجتمع زيادة على تأكيده على دور النخب في مناقشة القضايا الأساسية . هذا وكانت ''الحوار'' قد سألت الدكتور عظيمي عن ما تم اتخاذه من جانب اعتماد إستراتيجية مضادة للعمل الإرهابي على مستوى الجريمة الالكترونية، حيث حيا فتح الفكرة للنقاش مبدئيا، لكنه في مقابل ذلك تأسف أن العالم العربي لم يفعل الكثير في الوقت الذي لم نتفق-حسبه - حتى على تحديد مفهوم الإرهاب في ظل من يصف منظمات المقاومة كحزب الله وحماس بالمنظمات الإرهابية وخلط عملها بتنظيم القاعدة، حيث شدد في هذا الإطار على أن الجزائر قد انتصرت على الإرهاب عسكريا، لكنه أكد على الحاجة لبناء استراتيجية فكرية للقضاء عليه من الجذور.