حفل إعلان المرشح المستقل، بوتفليقة، عن ترشحه لخلافة نفسه كان بالفعل حفلا احتفائيا بإعلان ترشحه لعهدة ثالثة أكثر منه تقديم حصيلة عن حكمه أو تقديم برنامج لما ينوي إنجازه ! فقد كان الحفل بالفعل عملا هوليووديا كالذي يقام عادة لنجوم الغناء وليس لنجوم السياسة ! فقد كان الحفل يحمل صفة الرئيس النجم وحده في المنصة، مثل الفنان الغنائي وماعداه في القاعة يصفقون ويتلذذون بما يقوله النجم من كلام ملحن موزون ومطرب للأسماع ! لاشك أن الذين حضروا الحفل اختلط في أذهانهم موضوع تنظيم حفل ناجح لرئيس سياسي وتنظيم حفل ناجح لوردة أو نانسي عجرم أو الشاب خالد! شخصيا ذهبت إلى هذا الحفل أستشف ملامح مستقبل الجزائر للسنوات الخمس القادمة، من خلال الإستماع إلى خطاب الترشح•• ولكنني خرجت بصورة أكيدة، وهي أن المستقبل لن يكون أفضل من الماضي•• فالرئيس أبقى على المصالحة الوطنية برنامجا مفتوحا إلى ما لا نهاية•• ومعنى هذا الكلام أننا سنتعايش مع الإرهاب على الأقل لسنوات خمس قادمة •• وذكر الرئيس أيضا أنه سيواصل جهود إصلاح الحكم وفتح ورش البناء والتشييد•• قد يكون المرشح بوتفليقة لا يريد الإعلان عما يريد فعله في الخماسية القادمة حتى لا يثير الجدل حوله، لكن أيضا القول: بأنه يترشح لإتمام برنامجه يثير جدلا من نوع آخر•• وهو لماذا لم يتمم الرئيس برنامجه خلال العشرية الماضية ويطلب خماسية أخرى لإتمامه؟! هل تحتاج المصالح إلى 15 سنة كي تتم•• والحال أنها في جنوب إفريقيا أنجزت في أقل من سنتين، رغم أن الصراع دام 80 سنة؟! إن أخطر ما يمكن أن يواجه الرئيس بوتفليقة، ليس المقاطعة أو الذهاب وحده أو بأرانب إلى انتخابات رئاسية، بل الخطورة الحقيقية في غياب برنامج واضح يقدم إلى الجزائريين خلال الخماسية القادمة•• نعم، قد أكون عاجزا عن فهم ما يقوله الرئيس أو لا أفهم أساليب ممارسة السياسة على الطريقة الهوليوودية•• واحتاج إلى حملات شرح وتوعية مثل ملايين الجزائريين مثلي كي يفهموا ما يُقال وما يحدث في عالم السياسة•• لذلك، فإن حفل الترشح هو في الحقيقة عبارة عن حفل للفوز ولذلك جاء الاحتفال بالنصر قبل النصر•••