تعود حيثيات القضية، حسب تقارير حقوقية، إلى محمد بنيام الحبشي، الحامل للجنسية الأثيوبية، الذي احتجز في كل من أفغانستان وباكستان والمغرب، حيث استفاد من اللجوء السياسي ببريطانيا سنة 1994، حيث عاش في المملكة المتحدة لسبع سنوات، اعتنق خلالها الإسلام قبل أن يلتحق بباكستان وأفغانستان واعتقل في شهر أفريل من سنة 2002 بمطار كراتشي على أيدي موظفي الجمارك الباكستانيين وتعرض للاستجواب والتعذيب• وفي تصريحات لمحمد بنيام تناولتها عدة صحف عالمية، أكد أنه كان يُستجوب من قبل عملاء للاستخبارات من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة قبل أن ينقل إلى مطار إسلام أباد ويسُلم إلى موظفين رسميين تابعين للولايات المتحدة، حيث جرى تكبيله بالسلاسل ونقله على متن طائرة خاصة إلى المغرب أين احتجز بمكان معزول وخضع لتحقيق مطول وتعذيب ممنهج لأزيد من ثمانية أشهر أبلغه خلالها المحققون المغاربة، حسب إدلاءات الحبشي بأنهم يتعاونون مع أجهزة الاستخبارات التابعة للملكة المتحدة قبل أن يعاد مجددا الى أفغانستان ومنها إلى خليج غوانتنامو في سبتمبر 2004 إلى أن تم الإفراج عنه في 23 فيفري 2009 في إطار سياسة الإدارة الأمريكيةالجديدة برئاسة باراك أوباما الذي أمر بإغلاق معتقل غوانتانامو• وعن يوميات تعذيبه بالمغرب، يقول بنيام محمد الحبشي، إن أحد المحققين المغاربة قدِم إلى زنزانته مع ثلاثة حراس غيره• "أمسك أحد الحراس عضوي التناسلي بيده وراح يحدث جروحا فيه• قام بذلك للمرة الأولى ثم صمتوا لما يقرب من دقيقة ليراقبوا رد فعلي• كنت أشعر بآلام مبرحة، وأصرخ ••• من المؤكد أنهم فعلوا ذلك 20 إلى 30 مرة• وكان الدم يغطي المكان"• ويقول بنيام محمد الحبشي أن هذه الوجبة من التعذيب تكررت لمرة واحدة في الشهر على مدار الأشهر الثمانية عشر• وبحسب ما ذُكر، كان معذِّبوه يزيدون من آلامه بصب مواد كيماوية على جروحه• ويضيف بنيام محمد الحبشي أنه تعرض أيضا للضرب المبرح والمنتظم والإخضاع للحرمان من استخدام حواسه والعزل في الحبس الانفرادي والتعريض للموسيقى الصاخبة لأيام والإجبار على تناول عقاقير تؤدي إلى اضطراب العقل عن طريق الحقن بالوريد• وكانت منظمة أمنستي قد تبنت ملف محمد بينام المعتقل بغوانتانامو بدون محاكمة وراسلت السلطات المغربية لدعوتها إلى فتح تحقيق في ترحيل بنيام محمد الحبشي بصورة غير قانونية إلى المغرب وتعرض للتعذيب هناك• وفي وقت سابق، أوردت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عمدت وفي سرية تامة وبواسطة خدمات قدمها أصدقاؤها فيما يسمى ب "الحرب على الإرهاب" إلى خلق شبكة عالمية للاحتجاز مترابطة مع بعضها في كل من مصر وباكستان والأردن وأوزباكستان وشمال إفريقيا تهدف إلى تحويل "الإرهابيين" خارج الولاياتالمتحدة، وهذا للتحرر من القيود القانونية التي يفرضها القانون الأمريكي• وتحدثت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن معتقلات سرية تابعة لمركز الاستخبارات الأمريكية تم ترحيل سجناء من غوانتانامو إليها ويتعلق الأمر بكل من الرباط ومصر والأردن•