عاد موضوع تورط المغرب في تعذيب معتقلي غوانتنامو الى الواجهة في الأيام الأخيرة بعد تفجر فضيحة احتمال تورط عملاء بريطانيين في تعذيب أحد المعتقلين حاليا بمعتقل قاعدة غوانتنامو الأمريكية في كوبا. * * * الجيش الأمريكي اتخذ من المغرب منطقة عبور ونزول لترحيل المعتقلين * وقد فجر الفضيحة امام البرلمان البريطاني، ديفيد ديفيز، النائب من حزب المحافظين المعارض بعد وقت قصير من إصدار قاضيين بريطانيين بارزين "حكما مثيرا للدهشة" حسب تعبير دايفيز، وقد اتهم القاضيان، في الحكم، الإدارة الأمريكيةالجديدة برئاسة باراك أوباما بالتهديد بوقف التعاون الاستخباراتي مع لندن في حالة الكشف عن أدلة لدى المحاكم البريطانية عن حالة تعذيب الاثيوبي بينام محمد (31 عاما) الذي أقام في بريطانيا قبل القبض عليه في افغانستان عام 2002، والذي لا زال معتقلا حاليا في قاعدة غوانتنامو. * وكانت تقارير كشفت أن محمد، الذي احتجز في أفغانستانوباكستان والمغرب، أبلغ المحققين بأن الأسئلة التي وجهت إليه خلال الاستجوابات لا يمكن أن تكون قائمة إلا على أساس معلومات قدمتها الاستخبارات البريطانية وهو ما يشير ضمنا إلى أن بريطانيا كانت جزءا من عملية تعذيب غوانتنامو. * وقد رفضت الحكومة البريطانية اتهامات القاضيين، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن الحكومة ليس لديها "علم بأي تهديد" من إدارة أوباما بشأن سحب تبادل المعلومات. وكان المتحدث يشير بذلك إلى بيان أصدره القاضيان البريطانيان بأن محاميي وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ابلغوهما بأن التهديد بسحب التعاون لايزال قائما حتى في ظل الإدارة الأمريكيةالجديدة برئاسة أوباما، وقال المتحدث باسم براون إن الحكومة البريطانية لم "تتعاط مع الإدارة الجديدة" بشأن تفاصيل قضية بينام محمد. * وقال القاضيان في بيان مشترك: "في الحقيقة إننا لم نعتقد بأن ديمقراطية تحكمها سيادة القانون ستتوقع أن تقوم محكمة في دولة أخرى بإخفاء ملخص دليل يتضمن تقارير أعدها مسؤلوها.. ذات صلة بادعاءات خاصة بالتعذيب والمعاملة الوحشية وغير الإنسانية أو المذلة، رغم انه قد يكون ذلك محرجا من الناحية السياسية". * ودأبت الحكومة البريطانية على نفي التورط في تعذيب المعتقلين في غوانتنامو، ورفضت أيضا كل الاتهامات ذات الصلة بما يسمى "الرحلات السرية" الخاصة بنقل وتسليم المحتجزين إلى دولة ثالثة. * وكان المغرب من بين هذه الدول التي اتخذها الجيش والاستخبارات الأمريكية كمركز اعتقال وعبور لاحتجاز واستنطاق الأشخاص الذين اعتقلتهم في افغانستان او تسلمتهم من باكستان، وغالبيتهم من العرب، بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان اثر هجمات 11 سبتمبر 2001. * والوجود العسكري الأمريكي في المغرب ليس "سرا" أو "طابو"، ففي اكتوبر الماضي أشارت صحف مغربية إلى افتتاح القاعدة العسكرية الأمريكية (أفريكوم) بالمغرب، بمدينة طانطانجنوب المغرب ليلة عيد الفطر الماضي، على مساحة تصل إلى ألف هكتار، وعلى بعد 25 كيلومترا عن المحيط الأطلسي، وثلاثمائة كيلومتر عن جزيرة لانثاروتي في أرخبيل الكناري. * ولم يخف بعض المعلقين المغاربة االقول علنا بأن المغرب عبر "تعاونه" العسكري مع امريكا يسعى للحصول على دعم واشنطن في قضية الصحراء الغربية، وأن ذلك في مصلحة المملكة.