ورثت العاصمة الجزائرية، مع فجر الاستقلال، ما يناهز ال 54 قاعة سينما ناشطة، من جملة ال 400 قاعة عبر التراب الوطني، ولأن التركة كانت بحجم رقم 54 وما للرقم من دلالاته في تاريخ الجزائر، لم يبق منها اليوم سوى 15 قاعة•سينما، منها قاعة "إفريقيا" التي انطلق العمل لترميم الواجهة الخارجية لها مؤخرا، لكن الداخل ما زال في مرحلة البناء• إضافة إلى قاعات "موسات" و"سيرا مايسترا" و"فرنسا"، وهي جميعها على قيد الغلق•• في حين تتكفل قاعات رياض الفتح "ابن زيدون وكوسموس وزينات"، في الوقت الذي تشهد فيه سينما "ألجيريا" و"قاعة الموفار" التابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام، إضافة إلى قاعة "أ بي سي" حفظ ماء وجه العرض السينمائي في العاصمة•• بلدية باب الواد وحدها، تحتوي أربعة دور للسينما، واحدة منها فقط على أهبة النشاط وهي قاعة "تامغوت" فيما يتم تجديد كل من "الحرية" و"المغرب" وتم تدمير "لاينكس"• إضافة إلى قاعة "الأطلس" التي دخلت مؤخرا وصاية الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بعد حريق 27 فيفري 1977، وهي القاعة الوحيدة في الجزائر التي تظهر أفلاما عائلية بنظام "دولبي" بطريقة عرض اللقطات المسبقة. الأطلس، أعيد فتحها قبل أشهر، عقب الانتهاء من أشغال إعادة ترميمها وتدعيم هياكلها وفضائها الذي يتّسع إلى 2500 شخص بسقف قابل للفتح، مما سيكيف وضع القاعة على نسق نشاطات ثقافية وسياسية وجمعوية خارجة عن خصوصية السينما••• من جهة أخرى، نذكر قاعة السينماتيك المغلقة حاليا بسبب إعادة التهيئة وإجراء عمليات مناقصة مفتوحة قصد وضع مخطط جديد للترميم ونقل الأرشيف السينمائي الجزائري المتواجد على مستوى المستودعات الأربعة بالعاصمة، "باب الوادي"، "ديبوسي" "ولاية الجزائر" و"البليدة"، إلى المكتبة الوطنية الحامة، قصد الحفاظ على الأرشيف الذي تعرض جزء منه للتلف بسبب انعدام التهوية، حيث تم نقل - إلى حد الآن - نحو 700 نسخة من أفلام الأرشيف المتواجدة بمستودع "ديبوسيو"بعد أن تعرّض 30 بالمئة من هذا الأرشيف للتلف•