مازال حزب الإدارة هو الأقوى في الجزائر، وما زال يقرر خياراتنا السياسية بعيدا عن إرادة أي حزب في الساحة السياسية، مهما كانت شعبية الحزب وقواعده النضالية، وإلا بماذا نفسر الإقبال على صناديق الانتخابات بقوة كلما كانت هناك انتخابات رئاسية• فقد شارك المواطنون بقوة في رئاسيات 1995 التي فاز فيها اليمين زروال، مثلما جاء بقوة أيضا في رئاسيات 1999 و2004 التي فاز بها بوتفليقة، بينما لم تحظ الانتخابات التشريعية ولا المحلية بنفس الإقبال الذي تعرفه المواعيد الرئاسية• وكانت أدنى مشاركة سجلت في محليات 2007 والتشريعيات التي سبقتها، لأن الإدارة لم تتدخل وتركت الأمور تسير وفق ما كان• ويعني هذا أن الأحزاب التي تدخل في السباقات الانتخابية ليست بقوة التعبئة التي تقوم بها الإدارة في الرئاسيات، لأن الإدارة تريد للرئيس أن يكون رئيسا بمعنى الكلمة، منتخبا بأغلبية تمكّنه من أخذ أي قرار يريد، وهو ما أصر عليه الرئيس أثناء إعلانه الترشيح منذ أسابيع• ومعنى هذا أيضا أنه ليست الأحزاب، ولا حتى أحزاب التحالف الرئاسي التي تعطي الرئيس المرشح قوة في الانتخابات المقبلة، وليست هي التي ستقنع الناس بالمجيء بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 9 أفريل، لأنها لم تقدر على تعبئة المواطنين لفائدتها كأحزاب من أجل كسب نصيب أكبر من المقاعد• ولن تكون هذه الأحزاب إذن هي التي ستصنع انتصار الرئيس؛ فالرئيس هو الذي يسحب من رصيده ويصب في حساباتها، وأعني برصيده، مكانته كرئيس• ولهذا ربما قال الرئيس إنه مرشح حر، فهو الذي يوزع الأصوات على الأحزاب وليست الأحزاب التي تأتيه بأصوات الناخبين، وهذا لا ينطبق على تجربة بوتفليقة وحدها، بل لاحظناه أيضا في تجربة اليمين زروال لأن الشعب وقتها صوّت للشخص وليس للأحزاب• ويعني هذا أيضا أن الجزائري لا يصوّت على برنامج، ولا على حزب، وإنما يصوّت للرجل•