أوضح ممثل الفاتيكان لدى الكاميرون أن التصريحات التي أدلى بها بابا الفاتيكان بشأن عدم جدوى استخدام الواقي الذكري في مكافحة مرض الإيدز، كانت لتحفيز الأفارقة على تبني العفة الجنسية من خلال الابتعاد أساسا عن ممارسة العلاقات الجنسية غير الشرعية، باعتبارها الوسيلة الأجدى لمواجهة انتشار الإيدز ومعالجة المشكلة من جذورها. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر قد أكد خلال زيارته للكاميرون ضمن جولة إفريقية أنه "لا يمكن حل مشكلة الإيدز"، الوباء المستشري في القارة الإفريقية، "بتوزيع الواقي الذكري، بل بالعكس فإن استخدامه يؤدي إلى تفاقم المشكلة". وكانت تصريحات بابا الفاتيكان قد أثارت حملة من الانتقادات، لاسيما من جانب بعض الدول الإفريقية التي سيزورها البابا ضمن جولته، والتي تواجه معركة حقيقية من أجل القضاء على الإيدز. وقالت فرنسا إنها "قلقة جدا" من تصريحات البابا ضد استعمال الواقي الذكري، ما سيعرض للخطر "إجراءات حماية الحياة الإنسانية" في مواجهة الإيدز. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إيريك شوفالييه إن "فرنسا تعرب عن قلقها الشديد حيال تصريحات بنديكتوس السادس عشر. وفي حين لا نريد الحكم على عقيدة الكنيسة إلا أننا نؤمن بأن هذه التصريحات تشكل خطرا على الصحة العامة وواجب حماية حياة الإنسان في إفريقيا". وتعد فرنسا من الدول النشطة في محاربة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة (إيدز) والذي ينتقل بسهولة من خلال الممارسات الجنسية والصحية غير المحمية، فيما طالبت منظمات الصحة العالمية المختلفة من الدول الإفريقية توزيع الواقي الذي يساعد في عدم انتقال الفيروس المسبب لمرض الإيدز وتوعية الشعب حول أخطاره. يشار إلى أن البابا يقوم بهذه الرحلة بعد 40 عاما من أول زيارة للقارة قام بها البابا الراحل بولس السادس، حينما زار أوغندا خلال الفترة من 31 جويلية حتى 2 أوت 1969. غير أنه بين رحلة البابا الحالية للقارة السمراء ورحلة عام 1969، كانت هناك 16 رحلة أخرى للبابا يوحنا بولس الثاني خلال الفترة الممتدة بين عامي 1980 و2000.