يرى الفنان محمد لعراف أنه لا توجد أرضية يرتكز عليها الفنان الجزائري أو قانون يحميه، طالبا من المسؤولين الالتفات للفنان وإعادة الاعتبار له والاستجابة لمطالبه في تجسيد قانون يحميه كبقية القطاعات الأخرى، واصفا الفن اليوم في الدول العربية بالمروّج للسياحة من أجل تنمية موارد الأمة... "الفجر" التقت به على هامش مشاركته في القافلة الفنية التحسيسية "أحب بلادي لذا أنتخب" التي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخرا، فكان لنا معه هذه الدردشة... × الفجر: كيف تقيّم مشاركتك في القافلة الفنية التحسيسية والتعبوية من أجل ملئ الوعاء الانتخابي؟ = لعراف: الانتخاب واجب وطني على الفنان. ونحن نريد من هذه المبادرة أن نكون كما يقال "حجة وفرجة" لإمتاع الجمهور وتبليغ رسالة متعلقة بضرورة أداء الواجب الانتخابي للمواطنين، وذلك من منطلق أن الانتخاب قضية وطنية، وأنا أقول إني لا أنتمي إلى أي حزب سياسي وانتمائي الوحيد هو للجزائر. × هل تعتبرون مشاركتكم في القافلة تلبية لنداء وزارة الثقافة، أم أن هناك أمورا أخرى تريدون طرحها وتمريرها من خلال ذلك؟ = لعراف: نريد من هذه المشاركة أن لا نكون بعيدين عن القضايا التي تهم الجزائريين، خاصة أن الفنان يعكس فكر الأمة، كما أن له تأثير كبير على الجمهور ومصلحة الجزائر تستدعي اشتراك كل الفاعلين في المجتمع.. لأن من ضيع شيئا يجده في السوق لكن من يضيّع بلاده فلا يجدها، لذا فقد اخترنا أن ننادي بشعار جزائر العزة والكرامة. * على ضوء ما سبق، كيف يقيّم محمد لعراف واقع الفنان الجزائري؟ = أقل ما يقال عن الفنان الجزائري أنه يعاني "الحفرة" والتهميش والإقصاء، حتى أننا لا نملك حقوقا كبقية المواطنين، ولا يوجد قانون يحمي الفنان ويدافع عن حقوقه، وكلنا نعرف أن عددا كبيرا من الفنانين غادروا بعد معاناة مع المرض والظروف المزرية ولم يتلقوا أي التفاتة.. لذا أقول "إن السيل بلغ الزبى" وأطالب بضرورة إعادة الاعتبار للفنان الجزائري ليكون كبقية فناني العالم. هل هذا يعني أنك نادم على ولوجك عالم الفن؟ = بصراحة أنا لم أندم وإنما الظروف التي نعيشها صعبة جدا.. فبعد 30 سنة من المعاناة لا نجد أرضية نرتكز عليها أو قانونا يحمي الفنان، ويمكن القول إنه لو عرف الفنانون العرب معاناة الفنان الجزائري لتوقفوا عن الفن مساندة له. واستمرارنا في الفن نابع من حب الجمهور الذي يدفعنا إلى مواصلة الطريق وهو الحب الذي لا ينافسنا فيه أي أحد مهما كانت مكانته.. لأن الجمهور يعشق الفن والكلمة المعبرة. المعاناة التي تحدثتم عنها تشمل كل الفنانين؛ أم أن الأمر يختلف حسب الطبوع والألوان الغنائية؟ = معاناة الفنانين تختلف، لأن هناك من يؤدي أغنية الراي التي أعتبرها بعيدة عن الأغنية الأصيلة والملتزمة، وهم يعيشون في بحبوحة مالية.. أما الذين يحافظون على التراث فتبقى معاناتهم مستمرة. * من هم الفنانون الذين تأثرت بهم في الطابع الصحراوي؟ = هناك الكثير.. وعلى رأسهم الأستاذ خليفي أحمد والمرحوم عبابسة، إلى جانب الفنان عمر ورحباب الطاهر. * ماهي الرسالة التي تريد أن توصلها للرئيس القادم؟ = أريد أن يلتفت للفنان ويعيد له الاعتبار مع الاستجابة لمطالبه في تجسيد قانون يحميه كبقية القطاعات الأخرى، شريطة أن لا تكون مجرد وعود.. لأن الفن اليوم في الدول العربية أصبح نوعا من الترويج للسياحة تسطر له برامج ضخمة من أجل تنمية موارد الأمة، لكن نحن لازلنا متأخرين عن الركب، بإهمال الفنان الذي لازال ينتظر الحسان والعطف رغم المشوار الفني الذي يشفع له برد الاعتبار. × ما هي آخر إنتاجاتك الفنية؟ = سجلت ألبوما غنائيا هو على مستوى مؤسسة التلفزيون يضم 25 أغنية، لكنه لم ير النور رغم مرور عام كامل على ذلك لأسباب تبقى غامضة، إضافة إلى كليب من نوع الصحراوي الأصيل.. وهو الطابع الذي يعاني التهميش.. رغم أنه في رأيي من يفرط في جذوره فلا هوية له، لأن التراث مخزون وذاكرة أمة لا يمكن الاستغناء عنها، والانسياق وراء الأغاني الراقصة فقط ضياع للهوية.