حظي المترشح الحر للانتخابات الرئاسية القادمة، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بحرارة استقبال مميزة، صنعت ديكورها 76 فرقة فلكلورية، وأعيان الزاوية "الهبرية" و"البلقايدية"، حوّلت زيارته في اليوم الثالث من الحملة الانتخابية إلى عرس شعبي. وحيّا ابن ندرومة أنصاره على جانبي طريق شارعي العقيد لطفي والاستقلال حتى وصوله إلى قلعة أمير الزيانيين "أموراسان"، ليلج بعد ذلك إلى دار الثقافة، عبد القادر علولة لإلقاء خطابه. ووعد بوتفليقة بتعميق المصالحة الوطنية، واجتثاث جذور العنف وحقن دماء الجزائريين في حالة فوزه بعهدة ثالثة. وقال إن هذا ضروري حتى تعود للجزائر هيبتها ويدوي صوتها مجددا بين الأمم والشعوب مثلما كانت قبل العشرية السوداء. وبرّر بوتفليقة ترشحه للاستحقاقات القادمة بجسه لنبض الشارع الجزائري في مواعيد عديدة، بداية باستحقاقات 1999، ثم في الوئام المدني وبعدها في رئاسيات 2004 وأخيرا خلال عرضه مشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي زكّاها الشعب. وعلى هذا الأساس، اعتبر أن قوة التصويت في الانتخابات الرئاسية المختلفة في طبيعتها عن الانتخابات المحلية والتشريعية، ورقة شرعية قوية يمكن لأي رئيس دولة إشهارها في وجه الدول الأجنبية التي لديها مخططات مريبة، للتدخل في الشأن الداخلي. ولخص المترشح ذلك قائلا بالعامية "نحب يكونو كتافي سخونين"، وهي المقولة التي تشبه تلك التي كررها في مناسبات سابقة عندما قال "لا أريد أن أكون ثلاثة أرباع رئيس"، ردا على بعض الجهات التي ربطت تقدمه لثاني انتخابات رئاسية في عمر التعددية السياسية،سنة 1999 لأول مرة، بالتزكية الممنوحة له من المؤسسة العسكرية. وحيّا بوتفليقة، الجيش الشعبي الوطني وأشاد بالدور الذي لعبه خلال المراحل العصيبة، بعد أن اعترف بأن لديه بعض العيوب، دون أن يتطرق إليها بالتفصيل. كما لم يكتف مهندس المصالحة الوطنية، في اختيار العيار الثقيل للإطلاق النار على المتسببين في الأزمة من جماعات مسلحة وتائبين على حد السواء، إلى درجة قوله "هلكتونا الله يهلكم". وأضاف قائلا "أنتم خربتم البلاد وتريدون العودة، لست قادرا على حماية ماء وجهي أمام الناس الذين قبلوا بكم في مثل تلك الظروف". وواصل "هناك أصوات تقول بأنني لم أعطهم حقوقهم، لكن الشعب هو من يعطيني الحق، أنا أدعوكم للعيش وسط الشعب الجزائري مع أنكم أفسدتم سمعتنا في الخارج". وخصص المترشح زهاء 15 دقيقة من خطابه لانتقاد السياسة الصحية بالجزائر، وأشار إلى أنها لم تعط ثمارها بسبب عدم إرفاق التسيير بتخصصات أخرى كالقانون والتكنولوجيات، وساق أمثلة عن استيراد بعض العتاد الطبي دون أن يحسن استعماله على مستوى المراكز الصحية. كما تأسف لانتشار دور العجزة بالجزائر، رغم أن ذلك ليس من تقاليد مجتمعنا وخصاله، مشيرا إلى أن هذه المراكز لابد أن توجد للتكفل بحالات خاصة، لا أن تصبح مراكز دائمة".