بوتفليقة نجح في جعل كل ما في البلاد ينطق باسمه! 99.9% من أجهزة الأمن والجيش مع الرئيس بوتفليقة في عهدة ثالثة! و80% من الإدارة لا تتحرج من العمل لصالح فوز الرئيس بأغلبية ساحقة في الانتخابات القادمة! و90% من الطبقة السياسية الناطقة والساكتة لا ترى غيره رئيسا قادما لخلافة نفسه! حتى المرشحين للرئاسيات معه هذه المرة لا يحتاج المرء إلى كبير عناء ليعرف أنهم يريدونه رئيسا عادلا فقط في توزيع نسب الأصوات عليهم بعدل وقسطاس! حتى المقاطعين يقولون في قرارات أنفسهم أنهم قاطعوا هذه الانتخابات، ليس بغرض إحراج الرئيس، بل إنهم دعوا إلى المقاطعة من أجل تسهيل المهمة عليه وإعفائه من إمكانية المنافسة المحرجة له كما حدث في 2004! وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، الخاصة والعامة، الثقيلة والخفيفة تمارس الولاء والسير في السياق العام.. وما خرج عن ذلك يعتبر شاذا يحفظ ولا يقاس عليه! المسجد والمدرسة هما أيضا يسبّحان بحمد الرئيس الفائز من قبل أن يترشح..! ولا وجود لفكرة عدم تسييس المدرسة والمسجد.. لأن المساهمة في رفع نسبة الإجماع الوطني حول عهدة الرئيس الثالثة لا يعد سياسة، بل هو وطنية.. والوطنية فوق السياسة! والرياضة هي الأخرى مثل الفن دانت رقابها للرئيس، من روراوة إلى ماجر إلى بلومي إلى حناشي.. فالكل مع نصرة الرئيس ضد اللاشيء سياسي الذي لا يتحرك في البلاد بدون إشارة الرئيس! ومع ذلك يجوب الرئيس البلاد طولا وعرضا في هذه الحملة المحسومة مسبقا.. ربما لأنه يريد أن يقول لنفسه وللناس أيضا: أنا رئيس بإجماع وطني لا مجال للطعن فيه، وبإمكاني أن أحوّل المقاطعة والعزوف إلى تصويت على نطاق واسع! وهو ما لم تستطع أن تحققه أحزاب التحالف في الماضي!