غاب في الجناح المؤسسون وانسحب المعارضون وبن مهدي "مراقبا عاما" للإخوان علمت "الفجر" من مصادر من داخل حركة مجتمع السلم أن جناح مناصرة عقد الخميس الماضي في بلدية بابا أحسن، جنوب العاصمة، لقاء ضم ما لا يقل عن 200 من نشطاء حركة مجتمع السلم. وكان اللقاء، حسب نفس المصادر، بهدف التأكيد على أن قرار تنظيم الإخوان المسلمين بخصوص تجميد صلتها ورفع غطائه على الحركة لا يعنيها، ويخص جناح أبو جرة سلطاني، وتم على هذا الأساس تنصيب يوسف بن مهدي مراقبا عاما للإخوان، وكأن جناح مناصرة هو الشرعي. وتم خلال اللقاء الذي انتهى بانسحاب مجموعة من الحاضرين خلف جعفر شلي، الوجه البارز في الحركة رافضا ما تم التوصل إليه من خلال التعامل بيقين على أن مجموعة مناصرة غير معنية بقرار الإخوان المسلمين في مصر، رغم رسالة التبرئة ورفع الغطاء المسلّمة للجناحين، فضلا على أن تنصيب يوسف بن مهدي تم بشكل أقصيت فيه مجموعة شلي، وفي غياب أهم وأثقل الأسماء، والتي هي الأخرى مشكّلة من مجموعة في مقدمتها ثلاثة مؤسسين للحركة، ويتعلق الأمر بعبد الهادي سايح والحاج سليمان والطيب عزيز. هذا الأخير كان قد سأل رجل حركة الإخوان المسلمين في رسالة هاتفية عما إذا كان قرار تجميد الصلة مع الجماعة يخص الطرفين، وعن أي جناح يعتبر "رباني"، فكان جواب الشيخ الحسيني أن الخيار لمن كانوا يسعون لتوحيد الصفوف، وليس لأحد الجناحين المتصارعين. وكانت "الفجر" نشرت في عدد سابق نص الرسالة "آس أم أس" كاملة. وعكس ما سطرته مجموعة مناصرة بهدف توحيد صفوفها خلال اللقاء وردء الصدع، تأكد الانقسام غير المعلن، وعوض أن تعيش "حمس" صراعها بجناحين، أصبحت اليوم بأربعة أجنحة، وهو ما يعقد وضعية الحركة الداخلية، إن تبنت كل مجموعة مواقفها المعارضة لباقي المجموعات. وعكس الصدع الذي حدث في جناح مناصرة، فإن نظيره المشكّل من أتباع أبو جرة نجح في إخماد "فتنة" كانت قد تؤدي إلى نفس مصير جناح مناصرة. وكانت مجموعة سلطاني تستعد للنظر في مستقبل الخلاف مع الجناح المعارض، لكنها تفاجأت بانشطار جناح مناصرة إلى مجموعات، الأمر الذي قد يطيل في عمر الصراع داخل الحركة، التي أصبحت تحت ضغط نفس منذ قرار الإخوان الذي أصبح خطرا يهدد القاعدة النضالية التي يبقى تمسكها ب "حمس" لمشاربها الفكرية المستمدة من حركة الإخوان ومنهجها الدعوي. يذكر أن "الفجر" كانت أول من نشر خبر وقف جماعة الإخوان في مصر مساعي المصالحة بين جناحي مناصرة وأبو جرة، إلى حين إيجاد حل يجمع الشتات، وقررت تجميد علاقاتها بالجناحين إلى ذلك الحين. لكن قرار الإخوان الذي كان زلزالا، فاجأ الجميع في "حمس"، حيث بدأت هزاته الارتدادية وعصفت بجناح مناصرة.